محكمة في نيس تلغي قرار عمدة كان بسحب ترخيص سوق من والد معتدٍ قاصر

محكمة في نيس تلغي قرار عمدة كان بسحب ترخيص سوق من والد معتدٍ قاصر

في كلمات قليلة

ألغت محكمة نيس الإدارية قرار بلدية كان بسحب ترخيص تجاري من والد قاصر شارك في اعتداء وحشي على سيدة مسنة. رأت المحكمة أن القرار مبالغ فيه وغير قانوني لأنه يعاقب الأب على أفعال ابنه. البلدية تصر على أن الترخيص لن يُعاد.


قضت محكمة نيس الإدارية بإلغاء قرار صادر عن بلدية كان (الألب البحرية) قضى بسحب ترخيص سوق من تاجر كان ابنه القاصر متورطاً في الاعتداء على سيدة مسنة.

الحكم القضائي الصادر يوم الأربعاء ألغى قرار البلدية الذي اتخذته في أوائل سبتمبر 2022، وقضى بسحب ترخيص ocupation du domaine public (احتلال النطاق العام) من بوشعيب الزهاري، وهو تاجر غير مستقر في سوق لا بوكا. يأتي هذا القرار بعد أن كان ابنه المراهق متورطاً في الاعتداء العنيف على سيدة تبلغ من العمر 89 عاماً، والذي وقع قبل أيام قليلة، في 29 أغسطس 2022.

في قرارها الأولي، استندت بلدية كان إلى خطر الإخلال بالنظام العام، والذي تغذى من المشاعر القوية التي أثيرت محلياً (بل وخارجها)، والتوترات بين التجار، والتهديدات المزعومة ضد عائلة القاصر المتهم. لكن وراء هذا التبرير المبدئي، كانت البلدية تسعى أيضاً لتحقيق نية أكثر ضمنية: وهي تحميل عائلة الزهاري عواقب سلوك ابنهم. وكما ذكر العمدة في بيان صحفي، كان الهدف هو "إفهام الناس أنه لا يمكن فعل كل شيء في الحياة: الاستفادة من مكان في السوق [...] وعدم تحمل مسؤولية ابنهم القاصر الذي ارتكب اعتداء وحشياً على شخص ضعيف".

من جانبها، رأت الجهة القضائية الإدارية أن هذه الدوافع لا تصمد أمام الفحص القانوني. أكدت المحكمة في قرارها أنه "لا يظهر من مجرد شهادة تاجر واحد في سوق كان لا بوكا، مؤرخة في 9 مارس 2023، أي بعد ستة أشهر من الوقائع"، أن وجود السيد الزهاري كان ليشكل بالفعل تهديداً للنظام أو السكينة العامة. اعتبرت المحكمة أن هذه الوثيقة، التي قدمتها المدينة متأخراً، غير كافية لتبرير إجراء جذري إلى هذا الحد.

الأهم من ذلك، ذكّرت المحكمة بالقيود القانونية على سلطة الشرطة التي يتمتع بها العمدة. أحكام المادة المعمول بها من القانون العام للجماعات الترابية "لا تسمح للعمدة بسحب ترخيص على أساس أن المعني يجب أن يتحمل "المسؤولية" عن أفعال ابنه القاصر". واختتمت المحكمة بالإشارة إلى أن إجراء السحب "له طابع مبالغ فيه مقارنة بالأهداف المرجوة".

عبر بيان صحفي، ذكرت بلدية "Nouvelle énergie" (الطاقة الجديدة) أنها "أخذت علماً" بالحكم لكنها احتفظت بحق الاستئناف. وأكدت مرة أخرى أنه، بغض النظر عن القرار القضائي، لن يستعيد بوشعيب الزهاري مكانه في سوق المدينة. شددت البلدية على أن "حق احتلال النطاق العام قابل للإلغاء وليس تلقائياً. لن يتم تجديده"، مبررة موقفها بضرورة "الحفاظ على هدوء وسكينة سوق لا بوكا".

بالمناسبة، ليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها بلدية في كوت دازور تحميل عائلة عواقب تصرفات أحد أفرادها الجنائية.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.