
في كلمات قليلة
تم انتخاب برونو ريطايو رئيساً جديداً لحزب «الجمهوريون» الفرنسي. يعتبر صعوده المفاجئ فرصة لليمين التقليدي لاستعادة مكانته قبل انتخابات 2027. هذا التطور يغير موازين القوى على الساحة السياسية الفرنسية.
قبل عام واحد فقط، كان برونو ريطايو، الرئيس الجديد لحزب «الجمهوريون» الفرنسي، شخصية غير مرئية وغير مسموعة إلى حد كبير. قليلون كانوا ليرهنوا على صعوده بهذا الشكل القوي الذي بدأ الآن يقلق حتى شخصيات سياسية بارزة مثل رئيس الوزراء الأسبق إدوارد فيليب. فهل يكمن حظه في استعادة القاعدة الانتخابية التي خسرها فرنسوا فيون عام 2017؟
في مقابلة بتاريخ 13 مايو 2019، سخر إدوارد فيليب، الذي كان آنذاك رئيساً للوزراء منذ ما يقرب من عامين، من وضع حزب «الجمهوريون» ووصفهم بأنهم «يمين تروكاديرو»، في إشارة إلى آخر تجمع كبير لفرانسوا فيون بتاريخ 5 مارس 2017، والذي كان بمثابة محاولة أخيرة قبل الانتخابات الرئاسية. هذا التجمع ضم آخر المؤيدين للمرشح الرسمي للحزب، الذي كان غارقاً حينها في قضية «بينيلوب».
في عام 2019، وسط الانتشار الكبير لسياسة إيمانويل ماكرون وانضمام العديد من المنتخبين من «الجمهوريين» إلى معسكره الجديد، كان اليمين يبحث عن مستقبل له وأيضاً عن خط سياسي جديد. استراتيجية ماكرون القائمة على «في الوقت نفسه» كانت تلحق أضراراً كبيرة بين الناخبين من النخب الحضرية الذين يميلون تقليدياً إلى اليمين. إدوارد فيليب، بتعليقه هذا، كان يسعى لاستكمال عملية التدمير هذه بجذب آخر ناخبي اليمين المزعوم «الحديث»، تاركاً لـ«الجمهوريين» آخر معاقل الفرنسيين الذين يُعتقد أنهم منغلقون على شكل من أشكال يمين الماضي.
الآن، «يمين تروكاديرو» الذي سخر منه إدوارد فيليب، قد يتحول إلى مجال انتخابي وسياسي حقيقي استعداداً لانتخابات 2027.
طوال حملته، أظهر الرئيس الجديد لـ«الجمهوريون» ثباتاً في القناعات لم نشهده منذ فترة طويلة لدى وزير يميني في منصبه. تظهر استطلاعات الرأي أن الفرنسيين يعتبرون أن الرجل القوي الجديد لليمين يمكن أن يجمع بين منصبه كوزير للداخلية وقيادة حزب «الجمهوريون».
انتخاب ريطايو على رأس «الجمهوريون» يبعد شبح أزمة حكومية لكنه يهدد بإعادة خلط الأوراق بين ورثة إيمانويل ماكرون المحتملين. سيكون الطريق إلى الإليزيه صعباً بالنسبة له، فهو مطالب خلال عامين بتنمية حزبه وتزويده بمشروع جديد قادر على جذب الناخبين خارج قاعدة المؤيدين التقليديين.