فنان شوارع فرنسي يعرض منحوتات حمراء مثيرة للجدل في طوكيو منتقدًا الرأسمالية

فنان شوارع فرنسي يعرض منحوتات حمراء مثيرة للجدل في طوكيو منتقدًا الرأسمالية

في كلمات قليلة

عرض فنان الشارع الفرنسي جيمس كولومينا منحوتات حمراء في طوكيو تنتقد النظام الرأسمالي وتركز على معاناة الموظفين اليابانيين. الأعمال ظهرت دون تصريح رسمي.


كشف فنان الشارع الفرنسي جيمس كولومينا عن سلسلة من أعماله الفنية الجديدة والمؤقتة في العاصمة اليابانية طوكيو. تهدف هذه المنحوتات الحمراء اللافتة للنظر، التي ظهرت في شوارع المدينة دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات، إلى توجيه انتقاد حاد للمجتمع الرأسمالي.

يرتكز مشروع كولومينا الحالي على شخصية "السالاري مان" (رجال الراتب)، وهي شخصيات يابانية أيقونية معاصرة. يرى الفنان أن هؤلاء هم بمثابة "محاربي الساموراي العصريين الذين ذابوا في بوتقة الرأسمالية"، متسائلًا عن وضعهم الإنساني وظروفهم الحياتية حيث يضحون بفرديتهم من أجل النظام.

من أبرز أعماله المعروضة، منحوتة لرجل أحمر مصنوع من الراتنج محبوس داخل حقيبة عمل، تم وضعها على معبر شيبويا الشهير حيث يعبر الآلاف يوميًا. تخرج أذرع وسيقان الرجل من الحقيبة بشكل يرمز إلى تقييده. يوضح كولومينا أن هذه الأعمال تمثل اغتراب "جنود الاقتصاد الياباني" الذين يفقدون هويتهم. ويضيف أن "أسلحتهم هي حقائبهم وبذلاتهم. إنهم محصورون في قالب واحد، جنود اقتصاديون يضحون بفرادتهم لصالح نظام".

كولومينا، الذي يصف نفسه بأنه "فنان يعبر عن مشاكل المجتمع"، يخطط أيضًا لأداء فني آخر في الأيام القادمة يتضمن تعليق منحوتات "واقعية جدًا وبحجم الإنسان الطبيعي". يصفها بأنها "شخصيات ترتدي بذلات مكتبية، معلقة بحبل حول العنق، بجسد هامدة، أذرع ممدودة على طول الجسد، ورأس منخفض". ويؤكد أن هذه "صور قوية وصامتة، تتحدث عن الوحدة والاغتراب وفقدان الإنسانية".

الفنان، في الخمسينات من عمره، غالبًا ما يستخدم فنه للتعليق على الأحداث الجارية والقضايا الاجتماعية. على سبيل المثال، قام بتركيب منحوتة للرئيس الروسي وهو يجلس على دبابة مصغرة في ملاعب الأطفال في باريس ونيويورك ولندن بعد بدء الحرب في أوكرانيا. كما عرض عملًا في مايو 2024 يمثل رجلًا يجلس على حافة سطح، وقد اصطاد بخطاف صنارته حلقة من شعار الألعاب الأولمبية، بهدف "تسليط الضوء على الرياضيين المشاركين في ألعاب باريس 2024 تحت راية محايدة". وفي فبراير 2024، قام بتركيب عمل يمثل طفلين، أحدهما يرتدي القلنسوة اليهودية والآخر الكوفية الفلسطينية، أمام رمز سلام على شكل قلب.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.