فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة حفصية هرزي يفوز بجائزة "كوير بالم" في مهرجان كان السينمائي

في إطار فعاليات مهرجان كان السينمائي، حاز الفيلم الروائي الطويل الثالث للممثلة والمخرجة الفرنسية حفصية هرزي، والذي يحمل عنوان "الصغيرة الأخيرة" (La Petite Dernière)، على جائزة "كوير بالم" (Queer Palm). وهي جائزة بديلة تُمنح لأفضل فيلم يتناول قضايا مجتمع الميم (LGBTQ+) أو النسوية أو تحدي المعايير الجندرية.

الفيلم، وهو الأول لهرزي الذي يُعرض ضمن المسابقة الرسمية في كان، يقدم سرداً دقيقاً عن التحرر العاطفي والجنسي لشابة مسلمة مثلية الجنس تعيش في الضواحي. الفيلم مقتبس بشكل حر عن الرواية الأولى ذات الطابع السيرذاتي للكاتبة فاطمة دعاس، والتي نُشرت عام 2020.

تؤدي الممثلة غير المحترفة ناديا مليتي (23 عاماً) دور البطولة لشخصية فاطمة، الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً، التي تنتمي إلى بيئة متواضعة ومسلمة ملتزمة. يتتبع الفيلم يقظتها الجنسية مع نساء أخريات وبداية حياتها الجامعية في باريس. وقد أشيد بأداء مليتي وحضورها.

يستعرض فيلم "الصغيرة الأخيرة" أيضاً كيف أن دخول فاطمة إلى الجامعة لدراسة الفلسفة، في مرحلة تتأثر فيها بمشاعر الانجذاب نحو النساء، يصبح فرصة لها للاختلاط بأوساط اجتماعية مختلفة، خاصة خلال الحفلات التي تجمع بين أفراد من خلفيات متنوعة.

عبرت حفصية هرزي عن رغبتها في إظهار أنه "لا توجد حدود في الصداقة أو الحب". وأضافت: "أجد من الجميل والمؤثر أن يتمكن شخصيات من طبقات اجتماعية مختلفة من أن يكونوا أصدقاء، ويخرجوا معاً، ويحبوا بعضهم البعض. هذه هي الحياة". وتتميز هرزي في هذا الفيلم بتصويرها للعلاقات المثلية النسائية، وهو موضوع لا يظهر كثيراً على الشاشة.

تأسست جائزة "كوير بالم" في عام 2010 على يد الناقد فرانك فينانس-مادوريرا. وترأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج الفرنسي كريستوف أونوريه، حيث كان عليهم الاختيار بين 16 فيلماً طويلاً من جميع أقسام المهرجان.

يأتي منح هذه الجائزة بالتزامن مع انتظار الإعلان عن الجوائز الرئيسية للدورة 78 لمهرجان كان، والتي سيعلن عنها مساء اليوم السبت برئاسة لجنة التحكيم التي ترأسها الممثلة جولييت بينوش.