
في كلمات قليلة
تُحاكم الشخصية الإعلامية الفرنسية النافذة ميمي مارشان في باريس. تواجه اتهامات بمحاولة ابتزاز المذيعة الشهيرة كارين لو مارشان للحصول على المال مقابل عدم نشر صور لابنتها. هذه القضية تسلط الضوء على تاريخ ميمي مارشان المثير للجدل مع القضاء.
مثلت شخصية إعلامية فرنسية بارزة، تُدعى ميشيل مارشان، والمعروفة بلقب "ميمي مارشان"، أمام المحكمة الجنائية في باريس. وتُعرف مارشان بأنها من الشخصيات المؤثرة في صحافة المشاهير ومقربة من الدوائر المحيطة بالرئيس ماكرون وعائلته. تواجه مارشان اتهامات بمحاولة ابتزاز.
تتعلق القضية الرئيسية التي تُنظر فيها المحكمة بشبهة ابتزاز مبلغ 1600 يورو من المذيعة التلفزيونية الشهيرة كارين لو مارشان، مقابل عدم نشر صور لابنة المذيعة.
تعود تفاصيل هذه القضية إلى فبراير 2020، عندما أوقفت الشرطة الفرنسية ابنة كارين لو مارشان، التي كانت قاصراً آنذاك، بسبب مخالفة بسيطة. تم الإفراج عن الفتاة في نفس اليوم دون توجيه اتهامات.
لاحقاً، وحسب رواية كارين لو مارشان للمحققين، قامت بتسليم ميمي مارشان مبلغ 1600 يورو خلال غداء مشترك بعد أسابيع من الواقعة، وذلك لمنع نشر صور لابنتها التُقطت لها عند خروجها من مركز الشرطة. وأشارت المذيعة إلى أنه كان هناك وعد "باستكمال المبلغ قريباً" ليصل إلى 3000 يورو. يُشتبه في أن ميشيل مارشان، التي تدير وكالة الصور Bestimage، مارست ضغطاً على كارين لو مارشان لدفع المبلغ كاملاً وسريعاً، محذرة إياها بأن الأمر "سيكون متأخراً جداً... وسيزعج الفتاة الصغيرة".
من جهتها، أقرت ميمي مارشان باستلام مبلغ 1600 يورو خلال الغداء، لكنها نفت باستمرار ممارسة أي ضغط أو محاولة الحصول على المزيد من المال. في هذه القضية، تُلاحق مارشان بتهمة انتهاك السر المهني وسرية التحقيق لنقل معلومات تتعلق بتوقيف ابنة كارين لو مارشان، بالإضافة إلى محاولة الابتزاز.
تجدر الإشارة إلى أن اسم ميمي مارشان ارتبط بالعديد من القضايا القانونية الأخرى المثيرة للجدل.
ففي قضية أخرى، ارتبط اسمها بالتحقيق في توقيف الفنان الروسي بيوتر بافلنسكي في عام 2020. كان بافلنسكي قد نشر مقاطع فيديو ذات طبيعة جنسية تخص بنجامين غريفو، مما أجبره على التخلي عن ترشحه لرئاسة بلدية باريس. ورغم اختلاف قضيتي بافلنسكي ولو مارشان، إلا أنهما تشتركان في تورط نفس ضابط الشرطة، الذي يُلاحق بتهمة التزوير، ونفس المصور الذي التقط صور ابنة كارين لو مارشان. في قضية بافلنسكي، حصلت ميمي مارشان على قرار "عدم المتابعة" (non-lieu) في أغسطس 2024.
وفي قضية سياسية أكثر تعقيداً، تورطت ميشيل مارشان في ما يُعرف بقضية تراجع رجل الأعمال اللبناني الفرنسي زياد تكيدين عن شهادته. كان تكيدين قد اتهم نيكولا ساركوزي بتمويل حملته الرئاسية عام 2007 بأموال من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. لاحقاً، تراجع تكيدين عن أقواله. يُشتبه في أن ميشيل مارشان لعبت دوراً مشبوهاً باستخدام وسائل احتيالية لتبرئة ساركوزي. أمضت شهراً في الحبس الاحتياطي صيف 2021 وتواجه اتهامات برشوة شاهد وتشكيل عصابة إجرامية. تنفي مارشان هذه الاتهامات، مؤكدة أنها تصرفت بصفتها صحفية حصلت على مقابلة حصرية. يواجه حوالي اثني عشر شخصاً اتهامات في هذه القضية، بمن فيهم نيكولا ساركوزي نفسه.
كما ورد اسم ميمي مارشان في قضية احتيال تتعلق بالممثلة إيزابيل أدجاني. بدأت القضية عام 2011 وشملت صعوبات مالية واجهتها الممثلة وديوناً لمستشار. يُشتبه في أن مارشان كانت شريكة في الاحتيال لتورطها المزعوم في تسليم "إثباتات دفع" مزورة. لكن في أكتوبر 2024، حصلت كل من ميمي مارشان وإيزابيل أدجاني على قرار عدم المتابعة في هذه القضية.
المحاكمة الجارية حالياً بشأن قضية كارين لو مارشان هي واحدة من عدة فصول قانونية في مسيرة شخصية مؤثرة في عالم الإعلام الفرنسي.