
في كلمات قليلة
المحامي الفرنسي جيل-غيوم غولدنايل يزعم أن إسرائيل خسرت المعركة الإعلامية نتيجة للتغطية المتحيزة لصراع غزة والانتقادات في الغرب. وينتقد استخدام مصطلح «إبادة جماعية» والتركيز الإعلامي على صراع واحد دون غيره.
في تحليل أثار الجدل، يرى المحامي والكاتب الفرنسي البارز جيل-غيوم غولدنايل أن إسرائيل خسرت بشكل كبير «المعركة الإعلامية». ويشير إلى أن التغطية الإعلامية للصراع الأخير في غزة، بالإضافة إلى الانتقادات التي وجهت لإسرائيل خلال مهرجان كان السينمائي، تكشف عن عداء إعلامي كبير تجاه الدولة العبرية.
ينتقد غولدنايل بشدة المصطلحات المستخدمة للحديث عن إسرائيل، خاصة شيوع استخدام كلمة «إبادة جماعية». ويصف هذا الاستخدام بأنه «ابتذال مقزز»، مؤكداً أن هذا المصطلح لا ينطبق على «دولة ملجأ» للناجين من الهولوكوست. ويزعم أن الإذاعات العامة تنشر يومياً أرقاماً غير موثوقة للضحايا، مأخوذة من مصادر تابعة لحماس، دون الإشارة إلى ذلك.
ويقول الكاتب إنه كان يتوقع خسارة إسرائيل في هذه الحرب الإعلامية. ويستذكر كتاباته السابقة التي توقع فيها، بعد هجوم 7 أكتوبر، أن يتم وصف إسرائيل بـ «النازية»، وأن الفلسطينيين سيُصوَّرون على أنهم «شهداء إبادة جماعية».
أشعر ببعض الخجل لأنني مضطر للتوضيح أن «نزع صفة القداسة» عن الدولة اليهودية لا علاقة له بالنقد المشروع والضروري لحكومة إسرائيلية قابلة للنقد تماماً.
يقارن غولدنايل أفعال إسرائيل في منطقة مكتظة بالسكان بأفعال الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، مستشهداً بقصف دريسدن عام 1945 الذي أسفر عن آلاف الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بمسقط رأسه روان على يد قاذفات «التحرير». ويشير إلى أن الجنود الألمان لم يكونوا يختبئون تحت المدارس أو المساجد أو المستشفيات.
ويؤكد المحامي أن «التركيز المهووس» لوسائل الإعلام على إسرائيل ليس ضاراً بها وحدها. فبينما تتجه الأنظار نحو غزة، يُقتل ويُغتصب مئات الآلاف من الرجال والنساء في السودان والكونغو والصومال في ظل لامبالاة وصمت مطبق. وينتقد وسائل الإعلام التي تسمي هذه الصراعات بـ «المنسية»، بينما ترفض تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ، مما يوحي بانتقائية في التغطية.
ويضرب غولدنايل مثالاً آخر على ما يصفه بالعمى الإعلامي في مهرجان كان. فبالرغم من تكريم مخرج إيراني، يرى أن إيران – التي يصفها بأنها دكتاتورية إسلامية تحتجز رهائن فرنسيين وتعذب معارضيها وتمول الإرهاب – هي التي تستحق «السعفة الذهبية للإفلات من العقاب». ويعرب عن استغرابه من غياب الإدانة لإيران في كان أو الأمم المتحدة، مقارنة بالانتقادات الكبيرة الموجهة لإسرائيل. ويختتم بالقول إن العزاء لإسرائيل هو أنها لم تخسر الحرب الحقيقية، وهو ما كان سيكون أسوأ من خسارة معركة الصور والإعلام التي يعتبرها غير قابلة للانتصار.