أقوى رجال العالم يتحدّون الصورة النمطية: لسنا مجرد عمالقة بلا عقول

أقوى رجال العالم يتحدّون الصورة النمطية: لسنا مجرد عمالقة بلا عقول

في كلمات قليلة

يسعى أقوى رجال العالم لتحدي الصورة النمطية الشائعة عنهم، مؤكدين أنهم "عمالقة طيبون" وليسوا مجرد أشخاص أقوياء جسدياً. يظهرون الدعم المتبادل ويؤكدون أن القوة الحقيقية تتجاوز العضلات.


يسعى المتنافسون في مسابقة "أقوى رجل في العالم" (World's Strongest Man) المرموقة، التي أقيمت مؤخراً في سكرامنتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، جاهدين لتغيير الصورة النمطية السلبية التي غالباً ما ترتبط بهم كأشخاص ضخام وقاسيين. يؤكد هؤلاء الرياضيون على أنهم "عمالقة طيبون"، يتمتعون بالتعاطف والتكاتف وحسن النية.

شهدت المسابقة هذا العام دخول الأسترالي إيدي ويليامز التاريخ بتسجيله رقماً قياسياً عالمياً جديداً في إحدى أبرز فعاليات هذه الرياضة، وهي فعالية "إمساك هرقل". تتطلب هذه الفعالية الوقوف بين عمودين ضخمين متأرجحين ومحاولة إبقائهما قريباً من الوضع الرأسي لأطول فترة ممكنة.

تعود أصول هذه المسابقة الشهيرة إلى عام 1977 في الولايات المتحدة، وتشمل مجموعة من التحديات البدنية الهائلة بأسماء توحي بقسوتها مثل "رمي الجبار" و"قدرة هرقل على التحمل" و"شريط فلينستون الحديدي" و"صخور أطلس".

يبلغ وزن إيدي ويليامز 190 كيلوغراماً، وهو يعمل كمدرس خلال الأسبوع ومغنٍّ في حفلات الزفاف خلال عطلة نهاية الأسبوع. يتدرب بانتظام لرفع الأثقال بهدف المشاركة سنوياً في مسابقة أقوى رجل في العالم. لكنه يعبّر عن أسفه لأن "الناس يعتقدون أننا مجرد مجموعة من الغاضبين الذين يحبون رمي الأوزان". يحرص إيدي على إظهار أنه يمكن أن يكون شخصاً ذا بنية عضلية هائلة ومع ذلك يتمتع بشخصية طيبة ومرحة. زوجته هانا تصفه هو وجميع المشاركين بـ "العمالقة الطيبين".

العمالقة الآخرون المشاركون في المسابقة يسعون أيضاً لتحسين صورتهم التي تتأثر غالباً بالقوالب النمطية. من بينهم الكندي ميتشل هوبر (29 عاماً)، الحاصل على شهادة في فيزيولوجيا التمارين السريرية ويمتلك عدة شركات في مجال الرياضة. يأسف هوبر لأنهم غالباً ما يُلصق بهم وصف "الأغبياء غير المتعلمين". أما الأمريكي روب كيرني، فقد قام بصبغ لحيته بألوان قوس قزح خلال المسابقات، معلناً عن دعمه لقضايا مجتمع الميم واعترافه بمثليته الجنسية. يقول كيرني إن هدفه هو أن يفهم الناس أن التوجه الجنسي "لا يحدّ من القوة التي يمتلكها الإنسان".

إضافة إلى ذلك، فإن أقوى رجال العالم هؤلاء هم قبل كل شيء زملاء جيدون وأصدقاء. يشجعون بعضهم البعض أثناء الفعاليات، ويصفقون لنجاحات زملائهم. هذا الدعم المتبادل يساهم أيضاً في محاربة الصور النمطية. يؤكد روب كيرني مجدداً: "عندما ترى رجلين يحتضنان بعضهما البعض ويدعمان أحدهما الآخر، فإن ذلك يوضح لك ما يعنيه أن تكون قوياً حقاً".

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.