في كلمات قليلة
في ضاحية باريس، جرى تدشين تمثال لأرنو بيلترام، الدركي الفرنسي الذي استشهد وهو ينقذ رهينة عام ٢٠١٨. الاحتفال كرم بطولته وشدد على أهمية مكافحة الإرهاب.
في بلدة بري-سور-مارن، الواقعة شرق باريس، أقيم حفل تدشين تمثال برونزي للمقدم في الدرك الوطني أرنو بيلترام. جرى الحفل يوم الثلاثاء ٢٧ مايو في تمام الساعة السادسة مساءً في شارع الجنرال غالياني رقم ١.
حضر المراسم وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتاليو، وأفراد من عائلة بيلترام، والمحامي تيبو دو مونبريال ممثلاً للعائلة، ووحدات من الحرس الجمهوري مع فرقتها الموسيقية، بالإضافة إلى وفود عديدة من الشرطة والجيش.
استشهد أرنو بيلترام على يد الإرهابي الإسلامي رضوان القديم في ٢٣ مارس ٢٠١٨ في متجر Super U في تريب. العقيد تبادل نفسه طوعاً مع عاملة صندوق في السوبر ماركت كانت محتجزة كرهينة. بعد مواجهة استمرت ثلاث ساعات ونصف مع الإرهابي، طُعن بيلترام في عنقه وتوفي متأثراً بإصابته. قُتل الإرهابي لاحقاً أثناء هجوم شنته وحدة التدخل في الدرك الوطني (GIGN).
أفاد مقربون من بيلترام أن الحفل يهدف إلى «تكريم شجاعة رجل، إبقاء ذكراه حية، والتعبير لأحبائه ورفاقه عن امتنان الأمة لتضحيته القصوى». كما يسعى الحفل إلى «الحث على الالتزام المدني، وخاصة بين الشباب» و«تأكيد عزمه الثابت على مكافحة الإرهاب وانحرافات الإسلاموية المتطرفة».
أرنو بيلترام بطل فرنسي. اسمه يسجل في سلالة الأبطال العظماء الذين رسموا تاريخ وطننا.
تيبو دو مونبريال، محامي عائلة بيلترام
أكد تيبو دو مونبريال، محامي عائلة بيلترام، على أن هذا العمل البطولي وقع في سياق «الحرب التي يشنها الإسلامويون علينا». وأضاف: «أرنو بيلترام لم 'يضحِ بنفسه'، بل ذهب إلى القتال ليفوز. وإذا كان قد مات في المعركة، فقد قتل أيضاً رضوان القديم، كما أوضح الطبيب الشرعي».
عمدة بري-سور-مارن، شارل أسلانغول، أشار إلى أن حوالي خمسمائة بلدية كرمت أرنو بيلترام منذ عام ٢٠١٨، وهو مستوى من التكريم لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية. قال العمدة: «كنا نفكر في طريقة لتكريم هذا البطل. قررنا نحن أيضاً تكريم أرنو بيلترام. مبادرة المدينة تندرج ضمن مسعى وطني».
وتابع العمدة: «سنجتمع جميعاً في مدينة صغيرة مجهولة شرق باريس لتكريم رجل عظيم، بطل معاصر قام بعمل بطولي أقصى. لقد أنقذ امرأة بريئة بدافع حبه للآخرين وحبه للوطن. إنه لفتة استثنائية». واختتم قائلاً: «إنه يجسد قيماً مثل التضحية بالذات، الوطنية، والشجاعة. هذه ليست قيماً تنتمي إلى الماضي. بالنسبة للبعض، يبدو هدم التماثيل أكثر شرفاً، لكن لا يزال هناك فرنسيون يمكن أن يجعلونا فخورين بكوننا فرنسيين».
