
في كلمات قليلة
فيديو يظهر بريجيت وإيمانويل ماكرون أثار جدلاً بسبب تناقض تصريحات قصر الإليزيه بشأنه، حيث نفى صحته أولاً ثم عاد ليؤكده. الحادثة قادت إلى انتشار نظريات مؤامرة وأثارت تساؤلات حول كفاءة الاتصال الرسمي.
أثار مقطع فيديو يظهر سيدة فرنسا الأولى بريجيت ماكرون والرئيس إيمانويل ماكرون جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وزادت التصريحات المتناقضة التي صدرت لاحقاً عن قصر الإليزيه من حدة النقاش وساهمت في انتشار نظريات المؤامرة.
بدأ الأمر خلال المحطة الأولى من جولة الرئيس ماكرون في جنوب شرق آسيا. أظهرت لقطات مصورة عند نزوله من الطائرة الرئيس وهو يتراجع بشكل مفاجئ، بينما بدت يدان، تم تحديدهما على أنهما يدا بريجيت ماكرون، تحاولان لمس وجهه. سرعان ما انتشر هذا المقطع القصير على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل حسابات مؤيدة لروسيا ومروجة لنظريات المؤامرة.
كان رد الفعل الأولي من قصر الإليزيه قوياً، حيث نفى مسؤولو الاتصال صحة الفيديو، مشيرين إلى أنه تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، بعد فترة وجيزة، تراجع القصر عن موقفه الأول، مؤكداً أن الفيديو حقيقي لكنه يظهر «لحظة تفاهم» أو «مزاح خفيف» بين الرئيس وزوجته، واصفين إياها بأنها شكل من أشكال «تخفيف التوتر» داخلياً.
هذا التغيير المفاجئ في الرواية الرسمية أثار تساؤلات وانتقادات واسعة. استغل المروجون لنظريات المؤامرة النفي الأول للتشكيك في التفسير اللاحق، مفسرين المشهد على أنه دليل على توتر أو حتى «شجار زوجي» علني.
تشير تقارير إعلامية إلى أن أحد أعضاء فريق الاتصال في الإليزيه، الذي أصدر النفي الأول، كان قد استيقظ ليلاً بتنبيه من صحفيين عن انتشار المقطع. في ذلك الوقت، كان الفيديو ينتشر بشكل مجتزأ، بدون صوت أو سياق كامل. لم يكن المسؤول قد شاهد المقطع كاملاً ولم يكن حاضراً للواقعة، فقرر الاستجابة بسرعة، مشيراً إلى احتمالية التلاعب به عبر الذكاء الاصطناعي دون تأكيد رسمي. هذا التصريح المتسرع، الذي تم إرساله لوسائل الإعلام، تم دحضه بعد فترة قصيرة.
بعد وقت قصير من البيان الأول، نشرت وكالة الأنباء الأمريكية Associated Press (AP) التسجيل الكامل، والذي أظهر بوضوح إيمانويل ماكرون وهو يتراجع بحركة سريعة، بينما بريجيت ماكرون، مرتدية اللون الأحمر، تقوم بإيماءة نحو وجهه. ثبت أن الفيديو حقيقي.
بعد مشاهدة الصور والتحقيق في السياق، غير الإليزيه روايته، متحدثاً عن «لحظة تفاهم» ومزاح خفيف بين الزوجين.
غذّى هذا التراجع عن الموقف الأول الاتهامات بتضليل المعلومات. أصبحت الروايات التي نشرها أصحاب نظريات المؤامرة، والتي ظهرت أولاً، هي السائدة. اعترف الإليزيه بخطأ في التواصل، مشيراً إلى أن الرغبة في الرد بسرعة فائقة ودون وجود عناصر قوية جعلت الرواية الرسمية الأولى خاطئة وأضعفت المصداقية العامة. الفوضى الأولية تركت المجال مفتوحاً للتفسيرات الأكثر غرابة، إلى أن تم توضيح الحقيقة، ولكن بعد فوات الأوان لاحتواء الانتشار السريع للشائعات.
من جانبه، سعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تهدئة الجدل خلال تواجده في هانوي يوم الاثنين، نافياً وجود أي «شجار زوجي». وأكد أمام الصحفيين:
«كنا نمزح أنا وزوجتي كما نفعل غالباً... منذ ثلاثة أسابيع، هناك أشخاص شاهدوا فيديوهات ويعتقدون أنني تشاركت حقيبة كوكايين، وأنني تشاجرت بالأيدي مع رئيس تركي، والآن أنني أتجادل مع زوجتي. لا شيء من هذا صحيح... لذا يجب على الجميع أن يهدأ».
وأضاف الرئيس ماكرون أنه «مندهش» من أن يصبح هذا الفيديو «كارثة عالمية»، مؤكداً أنه «حقيقي، لكنهم ينسبون إليه الكثير من الحماقات». هذا الحادث يسلط الضوء على مدى أهمية التواصل الرسمي الواضح والدقيق، وكيف أن أي تضارب فيه يمكن أن يضر بمكافحة المعلومات المضللة.