
في كلمات قليلة
صرح المخرج الفرنسي الشهير ماتيو كاسوفيتز بأن "الفرنسيين الأصليين" يمثلون "نهاية عرق" وينبغي أن يختفوا. قوبلت تصريحاته بانتقادات حادة واتهامات بالعنصرية، مما أثار نقاشاً حول الهوية الثقافية والهجرة في فرنسا.
أثارت تصريحات المخرج الفرنسي الشهير ماتيو كاسوفيتز جدلاً واسعاً واتهامات بالعنصرية، وذلك بعد حديثه عن ما يسميه "الفرنسيين الأصليين" (Français de souche).
في عدة لقاءات إعلامية، أبدى كاسوفيتز ترحيبه بـ "اختفاء" هذه الفئة من السكان الفرنسيين، واصفاً إياهم بـ "نهاية عرق". قوبلت هذه الكلمات باستنكار شديد باعتبارها مسيئة وخطيرة.
يرى المنتقدون أن مثل هذه التصريحات، التي تعتمد على "جوهَرَة" الإنسان واختزاله في أصله أو نسبه، لا تمثل أي شكل من أشكال التقدم أو الفضيلة. بل إن تمني محو مجموعة بشرية بناءً على هويتها أو انتماءها أو مكان ولادتها هو شكل صريح وقاسٍ من العنصرية.
ويضيف المعترضون على تصريحات كاسوفيتز أن شيطنة "الفرنسيين الأصليين" تضفي الشرعية على العداء الجماعي تجاه هذه المجموعة المعرّفة بمعايير وراثية. ويؤكدون أن العنصرية لا تصبح مقبولة عندما تستهدف مجموعة معينة، وأن الكراهية لا تتحول إلى فضيلة تحت مسمى حب الآخرين.
ينظر إلى خطاب كاسوفيتز على أنه جزء من تيار مقلق يتسم بالازدراء تجاه فرنسا المرتبطة بتاريخها وتقاليدها. هي فرنسا التي تُلام على وجودها وتُشكك في انتمائها بمجرد تمسكها باستمراريتها التاريخية.
يطرح السؤال هنا: كيف يمكن تحديد "الفرنسي الأصلي"؟ هل بالاسم، الدين، لون البشرة، عدد الأجداد المولودين في فرنسا؟ يرى النقاد أن تصريحات كاسوفيتز تعكس عداءً أوسع تجاه فرنسا المتمسكة بتاريخها ومناظرها الطبيعية وثقافتها وتقاليدها.
تحدث كاسوفيتز أيضاً عن أن الحدود مصطنعة وغير ضرورية، وأن "الناس يتنقلون والعالم خُلق لذلك". لكن آراء أخرى ترى أن إزالة الحدود لا تؤدي بالضرورة إلى السلام، بل قد تزيد من الصراعات وتؤدي إلى انغلاق المجتمعات على نفسها. ويُنظر إلى الحدود كحواجز ضرورية لحماية الهويات والسماح للحضارات بالتحاور بدلاً من الصراع.
يشير بعض المحللين إلى أن خطاب كاسوفيتز قد ينبع من نوع من كراهية الذات لديه. فقد ذكر هو نفسه أن جزءاً من أصوله فرنسي "أصلي" من جهة والدته، ووالده مجري. ويرون أن هذه الأصول المختلطة لا تمنحه الحق في الدعوة إلى اختفاء جزء من فرنسا ينتمي إليه جزئياً.
في الختام، يؤكد منتقدو تصريحات كاسوفيتز أن "الفرنسيين الأصليين"، شأنهم شأن سائر المواطنين، هم أحرار ومتساوون في الحقوق، ولهم الحق في الوجود دون أن يُطلب منهم الاختفاء.