
في كلمات قليلة
يناقش البرلمان الفرنسي مشروع قانون حول المساعدة على الموت وسط جدل واسع. يتناول النقاش تعقيدات المسألة، المخاوف بشأن المعايير والتأثيرات الاجتماعية.
يشهد البرلمان الفرنسي نقاشات حادة حول مشروع قانون جديد يتعلق بإنهاء الحياة. على الرغم من أن بعض المشاركين في الجمعية الوطنية وصفوا النقاش بأنه "هادئ"، يرى منتقدو مشروع القانون أن وصفه بأنه "متوازن" أمر مضلل.
منذ مسودة الحكومة الأولية قبل حل البرلمان، مروراً بالمقترح الجديد في الولاية التشريعية الحالية، والعمل في اللجان، وصولاً إلى مناقشات الجلسات العامة، يبدو أن النص قد اتجه في كل مرة نحو تعزيز الضمانات لتطبيق "المساعدة على الموت".
التصويت على هذا القانون سيكون "احتفالياً"، وهو وصف نادراً ما ينطبق على التصويتات البرلمانية العامة. هل يجب أن يعترف القانون بـ"حق" الفرد في إنهاء حياته؟ يأمل الكثيرون أن يشعر كل نائب بثقل المسؤولية، متجاوزاً انتماءه الحزبي ليصوت وفقاً لضميره فقط على هذا المقترح.
يتفق مؤيدو هذا التطور على أنه "تقدم"، بينما يراه معارضوه "تجاوزاً للحدود"، لكن كلاهما يتفقان على أن هذا التحول يحمل طابعاً حضارياً عميقاً.
يجب الاعتراف بأن هذا النقاش الطويل في المجتمع، والصحافة، ثم في قبة البرلمان، وضع الجميع أمام تعقيد المسألة. لا يمكن الحديث عن الحالات "الحدية" أو "القصوى" دون تردد. لكن في المقابل، ليس صحيحاً القول إن الخيار المقترح هو بين الحق في الموت وواجب المعاناة.
النص الحالي للقانون لا يتناول رعاية اللحظات الأخيرة من الحياة (الرعاية التلطيفية)، بل يتعلق أساساً بالوصول الطبي إلى الموت.
خلال النقاشات، أثيرت مخاوف من أن الفئات الأكثر ضعفاً قد تلجأ إلى المساعدة على الموت لأسباب مادية. وتثير التجربة في هولندا، حيث تعتبر المساعدة على الموت والقتل الرحيم قانونيين منذ أكثر من عقدين، قلقاً حيث وصل عدد الوفيات عبر الحقن المميت إلى آلاف الحالات سنوياً.
ويرى البعض أن مشروع القانون سيعيد تشكيل أهداف الرعاية الصحية بشكل جذري. كما حذر أكثر من 600 طبيب نفسي وأخصائي نفساني من العواقب الوخيمة لمقترح القانون الذي يشمل "المعاناة النفسية" ضمن معايير الأهلية للموت الرحيم.
تستمر الأصوات المعارضة، بما في ذلك من منظمات دينية ومدنية، في التأكيد على قيمة الحياة البشرية في جميع أشكال ضعفها. كما يخشى نواب عن المناطق الريفية من أن القانون قد يزيد من عدم المساواة التي تعاني منها هذه المناطق.
على الرغم من تبني تعديل حكومي لمحاولة تقييد نطاق النص، يبقى معارضو المساعدة على الموت قلقين من حق يمكن أن يشمل مرضى قد يتبقى لهم عدة سنوات للعيش.
يناقش النواب هذا الأسبوع ليس المبدأ بحد ذاته، بل تفاصيل وشروط تطبيق قانون إنهاء الحياة. لكن تحذيرات تطلق من أنه بمجرد تجاوز حظر القتل، قد يتلاشى وهم الإطار التشريعي المنظم ليحل محله التطبيع مع الموت.