جدل في فرنسا حول قانون "المساعدة على الموت": انتقادات تعتبره "قانون كذب" يتستر على القتل الرحيم

جدل في فرنسا حول قانون "المساعدة على الموت": انتقادات تعتبره "قانون كذب" يتستر على القتل الرحيم

في كلمات قليلة

يواجه مشروع قانون جديد في فرنسا يتعلق بـ"نهاية الحياة" جدلاً واسعاً بسبب المصطلحات المستخدمة. يقول المنتقدون إن مصطلح "المساعدة على الموت" هو تسمية ملطفة تخفي القتل الرحيم والانتحار بمساعدة.


أثار مشروع قانون مقترح في فرنسا يتعلق بـ"نهاية الحياة"، والذي يناقشه البرلمان الفرنسي، انتقادات شديدة. يقول المعارضون إن نص القانون في الواقع لا يتعلق بمجرد مرافقة اللحظات الأخيرة من الحياة، بل يتعلق بتوفير وصول طبي مباشر إلى الموت.

يذكّر المنتقدون بكلمات الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أكثر من عام بقليل عند فتح باب النقاش حول هذا الموضوع: "للكلمات أهميتها، ويجب أن نحاول تسمية الواقع دون خلق غموض". ومع ذلك، يرون أن نتيجة مشروع القانون كانت مذهلة: فكل شيء تقريباً في صياغته عبارة عن تسميات ملطفة، عدم دقة، وتضليل.

ينصبّ جزء كبير من الانتقادات على المفهوم المستخدم في مشروع القانون وهو "المساعدة على الموت". وفقاً لمعارضي القانون، هذه تسمية ملطفة وتمثل حيلة لغوية مُبتكرة تهدف إلى الالتفاف على المصطلحات الصريحة: "القتل الرحيم" و"الانتحار بمساعدة". يرى المنتقدون أن هاتين الكلمتين تمتلكان قوة تذكيرية أقوى وأكثر واقعية بشأن فعل الموت. ويتساءلون: أليس منع استخدام المصطلحات التي تحدد جوهر النقاش هو أفضل طريقة لتحريفه؟

من المفارقات أن حتى أنصار ما يسمونه "الموت المُدار" خارج قاعة البرلمان لا يترددون في التحدث صراحةً عن القتل الرحيم.

توصف التأكيدات الواردة في نص مشروع القانون بأنها وهمية، مضللة، غير دقيقة - بكلمة واحدة، كاذبة.

يؤكد معارضو مشروع القانون على أنه بمجرد تجاوز الحظر الأساسي للقتل، فإن وهم الإطار التشريعي للتنظيم يتلاشى بسرعة، مما يفسح المجال للتبسيط والتطبيع. فمناقشة "كيفية" الموت بعد تجاوز مبدأ "عدم القتل" تجعل التنظيم مجرد خدعة.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.