
في كلمات قليلة
تدرس الحكومة الفرنسية، برئاسة رئيس الوزراء غابرييل أتال، إمكانية إعادة تفعيل آلية "الضريبة على القيمة المضافة الاجتماعية" كأحد سبل تعزيز الميزانية. هذا المقترح يهدف إلى تعويض خفض الاشتراكات الاجتماعية بزيادة في ضريبة القيمة المضافة التي يتحملها المستهلكون. أثارت هذه الفكرة اعتراضات قوية من أحزاب المعارضة التي تنتقد طبيعتها غير العادلة وتأثيرها على القوة الشرائية.
عاد الجدل حول إمكانية إعادة تطبيق ما يُعرف بـ"الضريبة على القيمة المضافة الاجتماعية" (TVA sociale) إلى الواجهة في فرنسا. تدور فكرة هذه الآلية حول تعويض تخفيض الاشتراكات الاجتماعية التي يدفعها أصحاب العمل بزيادة في نسبة ضريبة القيمة المضافة (VAT) التي يتحملها المستهلكون النهائيون عند شراء السلع والخدمات.
أعرب رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال عن رغبته في أن "يتمكن الشركاء الاجتماعيون" من مناقشة هذه الآلية المثيرة للجدل. يرى مؤيدو الفكرة أنها قد تساهم في تخفيف الأعباء المالية على الشركات وبالتالي تشجيع التوظيف، لكن مع نقل جزء من التكلفة إلى المستهلكين.
إلا أن هذا المقترح قوبل برفض قاطع من طيف واسع من الأحزاب المعارضة، سواء من اليسار أو اليمين المتطرف. فقد وصف النائب أورليان لو كوك من حزب "فرنسا الأبية" (La France insoumise - LFI) هذه الخطوة بأنها "إعلان حرب اجتماعية". واعتبر منسق الحزب مانويل بومبار أن ضريبة القيمة المضافة هي "الضريبة الأكثر ظلماً" لأنها تؤثر بشكل أكبر على ذوي الدخل المنخفض. وهدد حزب "فرنسا الأبية" بالدعوة إلى "أوسع تعبئة ممكنة" إذا ما أصر رئيس الوزراء على هذا التوجه.
من جانب اليمين المتطرف، انتقد حزب "التجمع الوطني" (Rassemblement National - RN) الفكرة بشدة. قالت النائبة جولي ليشانتو إن "الفرنسيين لم يعودوا يتحملون أن يكونوا الوحيدين الذين يقدمون التضحيات بينما تستمر الدولة في التبذير". وتنبأ زميلها لوران جاكوبيلي بأعباء مالية قادمة على المواطنين.
تطالب المعارضة بإيجاد مصادر أخرى لتمويل الميزانية، مثل فرض ضرائب على الأثرياء وكبار رجال الأعمال والمؤسسات المالية. ويرى الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل أن هذا هو الحل بدلاً من اللجوء إلى "وصفة قديمة" مثل الضريبة على القيمة المضافة الاجتماعية. كما دافعت النائبة البيئية ليا بالاغ-إل ماريكي عن فرض ضريبة على الأرباح الفائقة.
تأتي مناقشة هذا المقترح في سياق تحضير الحكومة لخطة متعددة السنوات لإعادة التوازن للميزانية العامة، والتي سيتم عرضها في بداية يوليو. تتطلب هذه الخطة "جهداً من جميع الفرنسيين"، وهي عبارة أثارت استياء العديد من النواب الذين يتساءلون عما إذا كان الفرنسيون لا يبذلون جهداً كافياً بالفعل.