
في كلمات قليلة
أرجأ الاتحاد الأوروبي قرار الاعتراف بلغات الباسك والكتالونية والجاليكية كلغات رسمية. تخشى الدول الأعضاء من تبعات ذلك على لغات إقليمية أخرى وتشير إلى تعقيدات قانونية.
أرجأ الاتحاد الأوروبي البت في مسألة الاعتراف المحتمل بلغات الباسك والكتالونية والجاليكية كلغات رسمية داخل التكتل. هذه القضية، التي تدفع بها إسبانيا بقوة، نوقشت مجدداً من قبل وزراء الشؤون الأوروبية في بروكسل، لكنها لم تحظ بإجماع، تماماً كما حدث في محاولة سابقة في سبتمبر 2023، حسبما أفاد دبلوماسيون أوروبيون.
تسعى إسبانيا جاهدة للحصول على هذا الاعتراف، مستخدمة "كامل ثقلها السياسي"، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحاجة لدعم الأحزاب الكتالونية لتمرير التشريعات في البرلمان الوطني. لكن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعرب عن قلقها العميق، معتبرة أن الاعتراف بهذه اللغات قد يفتح "صندوق باندورا" ويشكل سابقة لعشرات اللغات الإقليمية أو لغات الأقليات الأخرى داخل الاتحاد.
يضم الاتحاد الأوروبي حوالي 60 لغة إقليمية أو لغة أقلية، لكن 24 لغة فقط تتمتع بصفة رسمية حالياً. تقتضي هذه الصفة ترجمة جميع الوثائق القانونية للاتحاد الأوروبي (المعاهدات، اللوائح، الاتفاقيات الدولية) وضمان الترجمة الفورية في القمم والاجتماعات الوزارية. يتطلب قرار منح صفة رسمية لأي لغة موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء الـ 27.
وافق الوزراء على مواصلة مناقشة القضية في اجتماعات مستقبلية. وتتعلق المخاوف الرئيسية للدول الأعضاء بالتداعيات القانونية والسياسية لمثل هذا القرار. على سبيل المثال، تخشى بعض الدول، وخاصة دول البلطيق، من أن يؤدي الاعتراف باللغات الإقليمية في إسبانيا إلى إجبارها على منح صفة مماثلة للغات الأقليات على أراضيها، بما في ذلك اللغة الروسية التي يتحدث بها عدد كبير من السكان هناك. أشار سكرتير الدولة السلوفيني للشؤون الأوروبية، ماركو ستوتشين، إلى أن احتمالية منح اللغة الروسية صفة رسمية غير مقبولة بالنسبة للعديد من دول البلطيق.
كانت الخدمة القانونية لمجلس الاتحاد الأوروبي قد رأت في السابق أن تلبية طلب إسبانيا مستحيل دون تغيير المعاهدات الأساسية للاتحاد. ومع ذلك، يرى بعض الدبلوماسيين إمكانية للتوصل إلى حل وسط، يقترحون قصر الاعتراف على اللغات الإقليمية الراسخة والمعترف بها بالفعل كلغات رسمية في الدساتير الوطنية. في هذه الحالة، وفقاً لستوتشين، ستنطبق المعايير فقط على لغات الباسك والكتالونية والجاليكية. وقد أكدت إسبانيا استعدادها لتغطية التكاليف المالية للترجمة إلى هذه اللغات الثلاث.
ومع ذلك، لا يزال القرار معلقاً، ويدعو العديد من الوزراء إلى توخي الحذر الشديد، مع الأخذ في الاعتبار الآثار القانونية والسياسية الجسيمة لمثل هذه الخطوة.