
في كلمات قليلة
الحكومة الفرنسية تسعى لاستخدام التمويل الخاص عبر نظام شهادات توفير الطاقة (CEE) لتغطية التكاليف المتزايدة لتجديد المنازل وخفض الانبعاثات الكربونية. يأتي هذا القرار في ظل تزايد الطلب على الدعم الحكومي والميزانية المحدودة، لكنه يثير مخاوف بشأن احتمال ارتفاع فواتير الطاقة للمستهلكين.
في مواجهة تزايد الطلب على مساعدات تجديد الطاقة الحكومية وميزانية محدودة، تتجه الحكومة الفرنسية نحو حشد التمويل من القطاع الخاص لدعم برامج كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، وخاصة في قطاع الإسكان والنقل.
الأداة الرئيسية لجذب الأموال الخاصة هي "شهادات توفير الطاقة" (CEE - Certificats d'économies d'énergie). هذا النظام، الذي يقوم على مبدأ "الملوث يدفع"، يلزم موردي الطاقة بتمويل الإجراءات التي تقلل استهلاك الطاقة وتحسن كفاءتها. على سبيل المثال، يمكن لشركة طاقة منح دعم مالي لأسرة لاستبدال نظام التدفئة القديم بمضخة حرارية كهربائية، وفي المقابل تحصل على شهادة توفير الطاقة. يجب على الموردين إثبات أنهم حققوا الهدف الكمي من هذه الشهادات الذي تحدده الدولة كل أربع سنوات.
أصبحت هذه الآلية مصدراً مهماً لتمويل التحول في مجال الطاقة، وتسعى الدولة الآن للاستفادة منها لتقليل نفقاتها الحكومية عن طريق تحريك المزيد من الأموال الخاصة. تُقدر القيمة السنوية للأموال المتداولة ضمن نظام شهادات توفير الطاقة بين 4 إلى 6 مليارات يورو.
تخطط الحكومة لإعادة توجيه هذه الأموال بشكل كبير نحو تحسين أداء الطاقة في المنازل وتقليل الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل، بما في ذلك برنامج "التأجير الاجتماعي" للسيارات الكهربائية الذي كان يمول في السابق من الدعم الحكومي المباشر.
لهذا الغرض، يتم دراسة عدة إجراءات. أحد مشاريع القرارات ينص على إلغاء حوالي عشرة أنواع من العمليات المؤهلة للحصول على شهادات توفير الطاقة والتي تعتبر أقل فعالية أو مربحة للغاية، مثل عزل أنابيب أنظمة التدفئة.
خطوة أخرى مهمة هي تحفيز شركات الطاقة على تمويل المزيد من تجديدات الطاقة الشاملة للمنازل من خلال نظام شهادات توفير الطاقة، اعتباراً من 1 يونيو. ومن المقرر أيضاً مضاعفة حجم شهادات توفير الطاقة التي يتم الحصول عليها مقابل التجديدات الشاملة لجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين من القطاع الخاص.
أصبحت الحاجة لإيجاد حلول مالية أمراً ملحاً؛ فقد تضاعفت طلبات الحصول على دعم تجديد الطاقة (MaPrimeRénov’) ثلاث مرات في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وفي بعض المناطق، تم استنفاد الميزانية المخصصة لهذا العام بالفعل.
على الرغم من قيود الميزانية، تؤكد الحكومة أنها تحشد جميع الروافع المالية، بما في ذلك العمل على نظام شهادات توفير الطاقة، للحفاظ على هدفها المتمثل في إجراء 100 ألف عملية تجديد شاملة في عام 2025، بميزانية قدرها 4.4 مليار يورو مخصصة للوكالة الوطنية للإسكان (Anah).
القرارات المرتقبة تثير قلق المهنيين في قطاع البناء والتجديد. يخشون من زعزعة استقرار السوق ودعوا الحكومة لتقديم الدعم لهذا القطاع.
أشار وزير الطاقة أيضاً إلى أن العمل جارٍ على قواعد نظام شهادات توفير الطاقة للفترة القادمة 2026-2030. لم يستبعد إمكانية زيادة عدد العمليات المؤهلة ضمن هذا النظام، مما قد يؤدي إلى زيادة الحجم الإجمالي للأموال المتاحة. ومع ذلك، أكد الوزير على أن الأولوية ستعطى للإجراءات الأكثر فعالية من حيث خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتلك التي تساهم في تطوير الصناعة الفرنسية وخلق فرص العمل.
يظل هذا الموضوع حساساً؛ فزيادة حجم شهادات توفير الطاقة قد تزيد من خطر ارتفاع فواتير الطاقة للمواطنين، حيث غالباً ما تنقل شركات الطاقة التي تمول هذه الشهادات تكاليفها إلى المستهلكين. اعترف الوزير بهذا الخطر، لكنه أشار إلى أن "تقليل الانبعاثات الكربونية يكلف أموالاً في مرحلة ما".