هل تمنع فرنسا الفنادق التي ترفض استقبال الأطفال؟ جدل حاد حول "للكبار فقط"

هل تمنع فرنسا الفنادق التي ترفض استقبال الأطفال؟ جدل حاد حول "للكبار فقط"

في كلمات قليلة

تشهد فرنسا جدلاً واسعاً حول مدى قانونية وأخلاقية وجود الفنادق التي تمنع الأطفال وتقتصر على الكبار فقط. تدفع المفوضة العليا لشؤون الطفولة نحو حظرها باعتبارها تمييزاً، في حين تدافع صناعة السياحة عن حقها في تقديم هذا النوع من الإقامة كخيار تجاري يلبي رغبات معينة.


يشتعل الجدل في فرنسا حول قانونية وأخلاقية الفنادق والمرافق السياحية التي تصف نفسها بأنها "خالية من الأطفال" أو "للكبار فقط". يرى بعض السياسيين أن هذه العروض تمييزية، بينما يعتبرها ممثلو صناعة السياحة مجرد استراتيجية تجارية تلبي طلبًا موجودًا في السوق.

سارة الهايري، المفوضة العليا لشؤون الطفولة، تنتقد بشدة مفهوم "للكبار فقط"، وتصفه بأنه اتجاه "وحشي" قادم من الخارج ويرى في الطفل مصدر إزعاج يجب تجنبه. أعلنت عزمها على عدم السماح لهذا النموذج بالترسخ في فرنسا، وطلبت من الخدمات القانونية دراسة إمكانية فرض قيود.

الهايري، التي شغلت سابقًا مناصب مرتبطة بالأسرة والشباب، أكدت موقفها نهاية الأسبوع الماضي في صحيفة Le Parisien، واصفة اتجاه "لا أطفال" بأنه "عنف ضد الأطفال"، ودعت إلى بناء مجتمع "يراعي حقوق الطفل". كما أعربت عن رغبتها في تعزيز اتجاه مضاد "مؤيد للأطفال" ودعم العلامات التجارية السياحية العائلية.

لكن ممثلي قطاع السياحة، بما في ذلك السلاسل الكبرى ومنصات الحجز، يشيرون إلى أن الطلب على إجازات بدون أطفال حقيقي وملموس. وفقًا لرئيسة إحدى جمعيات السياحة المهنية، فإن طلب هذه الأماكن غالبًا ما يأتي من الآباء أنفسهم، الذين يرغبون في الاسترخاء بدون أطفالهم أو أطفال الآخرين. ويرون أن الجائحة عززت الحاجة إلى الهدوء والمساحة الخاصة.

بالنسبة للعديد من أصحاب الفنادق، اختيار صيغة "للكبار فقط" ليس أيديولوجيا، بل هو استراتيجية تنافسية تسمح بالتميز في السوق وتلبية طلب محدد من المستهلكين. رغم أن عدد هذه المنشآت لا يزال هامشيًا في فرنسا (حوالي عشرة فقط من أصل 17,000 منشأة سياحية)، إلا أنها موجودة منذ عقود في الخارج، مثل إسبانيا والولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي.

الجانب القانوني للمسألة دقيق ومعقد. هل يحق للفندق أو المطعم رفض استقبال الأطفال؟ بموجب القانون الحالي، لا تشكل الطفولة فئة محمية بشكل صريح بموجب قانون التجارة أو السياحة، كما هو الحال بالنسبة للجنس أو الأصل أو الإعاقة. ومع ذلك، فإن المادة 225-1 من قانون العقوبات تحظر "أي تمييز على أساس العمر أو الوضع العائلي"، مع عقوبات قد تصل إلى ثلاث سنوات سجن و45 ألف يورو غرامة. هذا الغموض القانوني هو ما يثير النقاش، وسارة الهايري تدرس حاليًا إمكانية مقاضاة بعض هذه المنشآت.

ينضم إلى هذا الجدل أعضاء البرلمان. اقترحت السيناتور الاشتراكية لورانس روسينيول إدراج سن القاصر كمعيار قانوني للتمييز، على قدم المساواة مع الجنس أو الدين، وتحث الحكومة على التحرك.

يحذر معارضو الحظر من أن محاولات "إضفاء الطابع الأخلاقي" على العرض السياحي قد تدفع السياح الفرنسيين ببساطة إلى حجز إجازاتهم في الخارج، حيث تتعايش الفنادق "للكبار فقط" بنجاح مع الصيغ العائلية منذ فترة طويلة.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.