
في كلمات قليلة
تم تعليق بناء طريق A69 السريع في فرنسا بين تولوز وكاستر بقرار من المحكمة لأسباب بيئية. تسعى الحكومة ومؤيدو المشروع لاستئناف العمل من خلال الاستئنافات القضائية ومبادرات تشريعية في البرلمان.
يواجه مشروع بناء طريق A69 السريع الذي يربط بين مدينتي تولوز وكاستر في جنوب فرنسا معركة قضائية وسياسية معقدة. يتصاعد الترقب اليوم، 28 مايو، حيث من المتوقع أن تصدر المحكمة الإدارية للاستئناف في تولوز قراراً حاسماً بشأن إمكانية استئناف أعمال البناء التي توقفت بقرار من محكمة أدنى.
في 27 فبراير، قررت المحكمة الإدارية في تولوز بشكل مفاجئ إيقاف بناء قطاع بطول 53 كيلومتراً من الطريق السريع A69. بررت المحكمة قرارها بعدم وجود "سبب إلزامي لمصلحة عامة كبرى" يبرر الأضرار التي سيلحقها المشروع بالبيئة. هذا الحكم أدى إلى توقف فوري لأعمال البناء.
رداً على قرار المحكمة، سارعت الحكومة الفرنسية للإعلان عن تقديم استئناف. أكدت وزيرة التحول البيئي، أغنيس بانييه-روناشيه، أن الدولة ستدافع عن أهمية المشروع، معتبرة أنه ضروري لـ "فك العزلة" عن المنطقة وتنمية الإقليم، ويخدم مصالح سكانه.
بالتوازي مع المسار القضائي، شن مؤيدو بناء طريق A69 هجوماً برلمانياً. في 7 مايو، قدم أعضاء مجلس الشيوخ عن إقليم تارن نصاً إلى مجلس الشيوخ يهدف إلى تجاوز الإجراءات القضائية الجارية. تم إطلاق مبادرة مماثلة في الجمعية الوطنية من قبل النواب عن نفس الإقليم. يسعى هؤلاء المنتخبون لجعل القانون يعترف بالمشروع كـ "سبب إلزامي لمصلحة عامة كبرى"، وهو الأمر الضروري لتبرير الأضرار البيئية في نظر القضاء.
لقد أثمر التحرك البرلماني: في 15 مايو، صوت مجلس الشيوخ بأغلبية كبيرة (252 صوتاً مقابل 33) لصالح النص المقدم من منتخبين عن تارن. وصف السيناتور فيليب فوليوت، أحد مؤيدي المشروع، الوضع الحالي بـ "السخيف" وأكد أن المشرعين يبحثون عن "مخرج". في المقابل، عبر البيئيون، مثل السيناتور جاك فيرنيك، عن قلقهم العميق، واصفين المبادرة بأنها "هجوم على فصل السلطات" و"سابقة خطيرة" لمحاولة التأثير على المحكمة.
أخذت القضية منعطفاً إضافياً في 19 مايو، عندما أبدى المقرر العام فرديريك ديار، الذي غالباً ما تُتبع آراؤه في المحاكم الإدارية، رأياً مؤيداً لاستئناف أعمال بناء A69. أكد في رأيه أن أهمية مدن كاستر ومازاميه وتولوز تبرر "بطبيعتها" ربطها ببنى تحتية سريعة للطرق، مستشهداً بمدن أخرى هامة في منطقة أوسيتاني التي تربطها طرق سريعة بتولوز (مثل ألبي، فوا، كاركاسون، كاهور). لكن أليس تيراس، محامية المجموعة المعارضة للمشروع، اعترضت بشدة، قائلة إنه "لا يوجد مشروع يمتلك 'بطبيعته' سبباً إلزامياً لمصلحة عامة كبرى" دون تقييم مناسب.
في 21 مايو، حقق مؤيدو A69 نصراً أولياً في الجمعية الوطنية: وافقت لجنة برلمانية على اقتراح قانون يصادق بأثر رجعي على التراخيص البيئية الممنوحة للمشروع. من المتوقع أن يتم فحص النص في الجلسة العامة للجمعية في 2 يونيو. يمكن أن يمهد إقرار هذا القانون الطريق لاستئناف الأعمال.
وهكذا، فإن مصير طريق A69 السريع لا يزال معلقاً، ويتوقف على قرارات القضاء الإداري وتحركات المشرعين. سيكون قرار محكمة الاستئناف اليوم مرحلة حاسمة في هذه المعركة متعددة الأوجه.