
في كلمات قليلة
تبنى النواب الفرنسيون مشروع قانون يتعلق بالمساعدة على الموت، والذي ينص على تجريم "عرقلة" الوصول إلى هذه الممارسة أو الحصول على معلومات عنها. هذه المادة الجديدة أثارت جدلاً واسعاً بسبب المخاوف من تأثيرها على المعارضين والمختصين في الرعاية الصحية، رغم توضيحات الحكومة.
تبنى النواب الفرنسيون في قراءة أولى مشروع قانون مثير للجدل يتعلق بـ "المساعدة على الموت" (aide à mourir). ومن بين النقاط الأكثر حساسية وإثارة للنقاش في النص الجديد، تم إدراج ما يُعرف بـ "جريمة العرقلة" (délit d'entrave).
ينص مشروع القانون على أن هذه الجريمة تستهدف معاقبة "فعل منع أو محاولة منع ممارسة المساعدة على الموت أو الحصول على معلومات عنها". وتصل العقوبة المقترحة لمن يدان بهذه الجريمة إلى السجن لمدة سنتين وغرامة قدرها 30 ألف يورو.
بالتفصيل، يحدد مشروع القانون الأفعال التي يمكن اعتبارها "عرقلة". وتشمل هذه الأفعال منع الوصول إلى المؤسسات التي تُجرى فيها المساعدة على الموت أو إلى أي مكان آخر يمكن ممارستها فيه بشكل قانوني. كما تشمل عرقلة حرية تنقل الأشخاص داخل هذه الأماكن، أو إعاقة ظروف عمل الطاقم الطبي وغير الطبي، أو تعطيل المكان الذي يختاره الشخص لإجراء العملية.
يُضاف إلى ذلك، أن التعريف يشمل أيضاً ممارسة "الضغوط" على المرضى أو أفراد عائلاتهم أو الطواقم الطبية، أو محاولة "تضليلهم عمداً بهدف إثنائهم" عن قرارهم. وقد أكد النائب أوليفييه فالورني، الداعم الرئيسي للنص، على أنه "لن يُمنع أبداً إقناع شخص بالتخلي عن حقه في المساعدة على الموت، ولكن سيُمنع ممارسة ضغوط معنوية أو نفسية أو تهديدات وعرقلة ممارسة هذا الحق".
وأشار فالورني إلى أن جريمة "العرقلة" هذه موجودة في القانون الفرنسي منذ عقود فيما يتعلق بالحق في الإجهاض. وقال إن صياغة مشروع القانون الجديد تستعيد المصطلحات المستخدمة في قانون الإجهاض.
لكن هذا البند أثار مخاوف كبيرة لدى جزء من الأطباء والبرلمانيين الذين صوتوا ضد النص. وتساءل النائب تيبو بازان خلال المناقشات في الجمعية الوطنية: "إلى أي مدى سيذهب تفسير جريمة العرقلة هذه؟". فيما انتقد النائب إريك سيوتي بشدة قائلاً: "لا نكتفي بترخيص الموت في ظروف مؤطرة، بل سنُدين أيضاً من يريدون أن تبقى الحياة".
سعت وزيرة الصحة والتضامن والأسرة، كاثرين فوتران، إلى طمأنة النواب. وأكدت أن "ما يُقال (...) في دائرة الأصدقاء أو العائلة، هو مقاربة شخصية لا تشكل جريمة عرقلة".
اقتراح رعاية تلطيفية، بدائل أو آفاق أخرى، التعبير عن شك، فتح حوار، أو حتى تأخير قرار يعتبر سابقاً لأوانه، لا يمكن اعتباره ضغطاً، تهديداً أو ترهيباً.
كاثرين فوتران، وزيرة الصحة
لكن هذا الإجراء يثير تساؤلات حتى داخل الحكومة. وصف رئيس الوزراء هذه الجريمة بأنها "غامضة"، معتبراً أنه "ليست عرقلة محاولة إقناع شخص بالعيش". ومع ذلك، أعرب فرانسوا بايرو عن ثقته في المسار البرلماني لحل جميع التساؤلات.
مشروع القانون لا يزال بعيداً عن الإقرار النهائي. سيواصل مساره التشريعي في مجلس الشيوخ، ربما اعتباراً من الخريف المقبل، قبل العودة إلى الجمعية الوطنية لقراءة ثانية، وربما ثالثة.
من جانبه، صرح الوزير المكلف بالصحة والوصول إلى الرعاية، يانيك نويدر، بأنه ليس متأكداً ما إذا كان سيصوت لصالح هذا البند لو كان لا يزال نائباً. ودعا إلى "مواصلة العمل" في مجلس الشيوخ لتعزيز "الضمانات". وحذر هذا الطبيب المختص في أمراض القلب من "جريمة العرقلة، التي قد تبعد أيضاً الطواقم الطبية إذا شعروا بأنهم في خطر قانوني".
وعبر ممثلو جمعيات الرعاية التلطيفية عن قلقهم العميق. قالت كلير فوركاد، رئيسة الجمعية الفرنسية للمرافقة والرعاية التلطيفية: "عملنا، كطواقم طبية، هو دعم الرغبة في الحياة. أحياناً تكون شعلة هشة... ما يُقترح علينا هو النفخ على هذه الشعلة، ولكننا سنُعاقب على ذلك".
وصفت صوفي مولياس، رئيسة لجنة الأخلاقيات بالجمعية الفرنسية لطب الشيخوخة، بـ "الغريب الرغبة في معاقبة شخص بشدة لأنه يقترح حلاً آخر غير الموت". وأعربت عن خوفها من أن يتم "تهديدنا بالذهاب إلى السجن لأننا مددنا يد المساعدة بدلاً من الحبل".
في المقابل، قلل فيليب لوهياك، المندوب العام لجمعية الحق في الموت بكرامة، من شأن هذه المخاوف قائلاً: "ليس هناك سبب للجدل حول هذه الجريمة". ويرى أن "إبلاغ المريض لا علاقة له بممارسة التهديدات".
يُذكر أن مشروع القانون ينص أيضاً على حق أي طبيب أو ممرض في التذرع بـ "بند الضمير" لرفض ممارسة المساعدة على الموت. في هذه الحالة، يجب عليهم إبلاغ الشخص بأسماء المهنيين المستعدين للقيام بذلك.