
في كلمات قليلة
أصدرت محكمة الاستئناف الإدارية في تولوز بفرنسا قرارًا يسمح باستئناف أعمال بناء الطريق السريع A69. كان المشروع قد توقف سابقًا بقرار من المحكمة الابتدائية بسبب اعتراضات بيئية. قرار الاستئناف يستند إلى مفهوم المصلحة العامة الكبرى.
سمحت محكمة الاستئناف الإدارية في تولوز باستئناف أعمال بناء مشروع الطريق السريع A69 الذي يربط بلدتي فيرفي وكاستر في جنوب غرب فرنسا. يمثل هذا القرار مرحلة جديدة في المسار القانوني والإداري الطويل والمعقد لهذا المشروع، الذي واجه معارضة شديدة وسلسلة من الدعاوى القضائية منذ بدء الأعمال في عام 2023.
على الرغم من أن الأطراف المعارضة للمشروع لديها مهلة 15 يومًا لاستئناف القرار أمام مجلس الدولة (أعلى محكمة إدارية في فرنسا)، فإن هذا الاستئناف لا يوقف التنفيذ. هذا يعني أن الأعمال يمكن أن تُستأنف اعتبارًا من منتصف يونيو، بشكل تدريجي، وفقًا لما أعلنه وزير النقل الفرنسي، الذي وصف القرار بأنه «راحة حقيقية».
كانت الشركتان المسؤولتان عن بناء الطريق السريع قد طلبتا من محكمة الاستئناف تعليق قرار المحكمة الابتدائية الذي أوقف الأعمال. وبررتا طلبهما بأن المشروع قد اكتمل بنسبة 70% بالفعل، وأن كل يوم تأخير يكلفهما مبلغًا كبيرًا يقدر بنحو 180 ألف يورو. وأكدتا أن أي تعليق طويل للأعمال حتى صدور حكم نهائي في الدعوى الأصلية سيجعل استئناف البناء شبه مستحيل.
نظرت المحكمة في هذه القضية بعناية فائقة نظرًا لحساسيتها، واتخذت قرارها باتباع خلاصات المقرر العام. وقد اختارت المحكمة بهذا القرار أن تناقض حكم المحكمة الإدارية في تولوز الصادر في 27 فبراير الماضي، والذي كان قد ألغى تصاريح البيئة الصادرة للمشروع.
كان الدافع الرئيسي وراء قرار محكمة الاستئناف السماح باستئناف الأعمال هو وجود ما يُعرف في القانون البيئي الأوروبي بـ «سبب قهري ذي مصلحة عامة كبرى». هذا المفهوم يسمح بالخروج عن قواعد حماية الأنواع المهددة بالانقراض إذا كان ذلك ضروريًا لتحقيق مصلحة عامة تفوقها أهمية. ورأت المحكمة أن حجة وجود سبب قهري ذي مصلحة عامة كبرى كانت «جدية» في ضوء المعلومات المتاحة حتى الآن، ومن شأنها تبرير إلغاء أحكام المحكمة الابتدائية ورفض الدعاوى التي كانت قد قُبلت هناك.
لذلك، ما لم تظهر حقائق جديدة خلال المراحل القادمة من الدعوى، فمن المرجح أن تؤكد المحكمة موقفها هذا عند النظر في جوهر القضية. فقد اعتبرت المحكمة أن الحجج الأخرى التي قدمتها الجمعيات والأفراد المعارضون للمشروع «لا تبدو جدية» بما يكفي لتأكيد إلغاء التصاريح البيئية.
من المتوقع أن تشهد القضية تطورات أخرى قريبًا. ففي الأسبوع المقبل، سيصوت المجلس الوطني الفرنسي على قانون كان مجلس الشيوخ قد وافق عليه الأسبوع الماضي ويعترف بـ «المصلحة العامة الكبرى» لبناء الطريق السريع. ونظرًا للانقسامات السياسية، من المتوقع أن يكون التصويت متنازعًا عليه بشدة. وفي حال إقرار القانون، فمن المرجح أن يتم إحالته إلى المجلس الدستوري لتوضيح المفهوم القانوني «لسبب قهري ذي مصلحة عامة». بالإضافة إلى ذلك، سينظر مجلس الدولة الأسبوع المقبل في مدى قانونية الامتياز الممنوح لبناء وتشغيل الطريق السريع، وخاصة مدته الزمنية.