
في كلمات قليلة
تهدف إجراءات جديدة على الطريق الدائري في باريس إلى خفض السرعة وتسهيل الحركة، وقد نجحت في تقليل الازدحام والحوادث والضوضاء. رغم ذلك، لا يزال مستوى الجسيمات الدقيقة الملوثة في الهواء يرتفع، مما يشكل تحدياً مستمراً.
اتخذت السلطات في العاصمة الفرنسية باريس سلسلة من الإجراءات على الطريق الدائري الرئيسي (Périphérique Parisien) بهدف الحد من الآثار السلبية لهذه الشريان المروري الحيوي على البيئة ونوعية حياة السكان المحيطين به. منذ سبعة أشهر، تم تطبيق قاعدة جديدة تحدد السرعة القصوى بـ 50 كم/ساعة، بالإضافة إلى تخصيص مسار للمركبات التي تستخدم نظام مشاركة الركوب (carpooling).
النتائج الأولية لتطبيق هذه الإجراءات تبعث على التفاؤل. لوحظ انخفاض ملموس في كثافة الحركة المرورية؛ حيث سجل شهرا مارس وأبريل من العام الحالي انخفاضاً بنسبة 27% في الازدحام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذا التحسن يساهم بشكل كبير في تسهيل التنقل داخل وحول العاصمة الفرنسية.
إلى جانب تقليل الاختناقات المرورية، شهد الطريق الدائري انخفاضاً بنسبة 14% في حوادث السير. كما تم تسجيل انخفاض في مستوى الضوضاء بمقدار ثلاث ديسيبل، مما يجعل المناطق المحيطة بالطريق أكثر هدوءًا، خاصة خلال الليل. هذا الانخفاض في الضوضاء يعزز من جودة البيئة المعيشية للسكان القريبين.
ومع ذلك، ورغم التحسن في عدد من المؤشرات، لا يزال هناك جانب واحد يثير القلق الشديد وهو تلوث الهواء. فبالرغم من انخفاض مستوى ثاني أكسيد النيتروجين على مدى الأشهر السبعة الماضية، فإن مستوى الجسيمات الدقيقة في الهواء يستمر في الارتفاع. هذا المؤشر يمثل تحدياً بيئياً هاماً ويستدعي مزيداً من الاهتمام والحلول.
باختصار، أثبتت الإجراءات الجديدة على الطريق الدائري في باريس فعاليتها في تخفيف الازدحام والحوادث والضوضاء، لكن مشكلة جودة الهواء المحيط بالطريق لا تزال تتطلب معالجة مستمرة وفعالة.