
في كلمات قليلة
تغادر ماريا غراتسيا كيوري، أول امرأة تتولى الإدارة الإبداعية في دار ديور، منصبها بعد تسع سنوات. تركت كيوري بصمة قوية بأسلوبها الذي يجمع بين التعبير النسوي والأناقة الراقية.
تغادر ماريا غراتسيا كيوري، أول امرأة تتولى إدارة مجموعات ديور، المؤسسة الفرنسية العريقة في شارع مونتين.
أقيم العرض الأخير لها لديور يوم الثلاثاء في روما، مسقط رأسها. على مدى تسع سنوات، تركت المصممة الإيطالية بصمة عميقة في تاريخ دار كريستيان ديور، تميزت بتقديم رؤية نسوية شعرية، وصور للمرأة المحاربة، وتصاميم هوت كوتور استثنائية.
أكدت دار ديور رسمياً مغادرة ماريا غراتسيا كيوري من منصب المديرة الإبداعية لمجموعات الهوت كوتور والملابس الجاهزة. تخرجت كيوري من المعهد الأوروبي للتصميم في روما، وبدأت مسيرتها مع بييرباولو بيتشولي في فندي، ثم انتقلت إلى فالنتينو قبل أن تتولى الدفة في ديور عام 2016 خلفاً لراف سيمونز.
في بيان صادر عن الدار الفرنسية، قالت المصممة: «بعد تسع سنوات، أغادر دار ديور سعيدة بالفرصة الاستثنائية التي منحت لي. أود أن أشكر السيد أرنو على ثقته ودلفين على دعمها». من جانبها، قالت دلفين أرنو، الرئيسة التنفيذية لكريستيان ديور كوتور: «أتقدم بخالص الشكر لماريا غراتسيا كيوري التي، منذ وصولها إلى ديور، أنجزت عملاً هائلاً بمنظور نسوي ملهم وإبداع استثنائي، تبلور بروح السيد ديور، مما مكنها من ابتكار مجموعات مرغوبة جداً. لقد كتبت فصلاً أساسياً في تاريخ كريستيان ديور، مساهمة بشكل كبير في نموها الهائل، وكانت أول امرأة تقود الإبداع في مجموعات النساء».
منذ اللحظة الأولى لوصولها، كان لدى كيوري رؤية واضحة لما تريد تقديمه لدار النيو لوك، واضعة فكرة تمكين المرأة في قلب مجموعاتها. ورغم أن هذا التصور واجه العديد من الانتقادات، إلا أن العملاء كانوا يطلبون المزيد، حيث تحولت المرأة الرقيقة إلى إلهة محاربة تنتعل أحذية عالية الأربطة. تتميز هذه الابنة لخياطة بالقدرة على ابتكار المنتجات الأكثر مبيعاً، وقدرتها على الصمود هي ما يميزها كما تقول هي بنفسها.
خلال عروض الأزياء المتعددة (ستة عروض سنوياً!)، تمكنت المصممة الإيطالية ذات الشخصية القوية والابتسامة المشرقة من فرض أخلاقيات عملها العملية والحرفية، بعيداً عن الصورة النمطية للمصمم المنعزل. «أنا ممتنة بشكل خاص للعمل الذي قامت به فرقي والأتيليهات،» أضافت كيوري. «أدين لهم جميعاً، بمواهبهم ومعارفهم، بتمكيني من تنفيذ رؤيتي لأزياء نسائية ملتزمة، في حوار وثيق مع أجيال متعددة من الفنانات. معاً، بنينا فصلاً مميزاً أنا فخورة به للغاية».
يبقى أسلوبها الذي يجمع بين الأ activism والتعبير الشعري، وبين النجاح التجاري والبراعة الفنية، علامة فارقة في تاريخ أحد أعظم دور الأزياء الفرنسية. من أبرز ابتكاراتها التي ستبقى خالدة، الحقيبة الشهيرة Book Tote التي اجتاحت الشواطئ وصالات المطارات منذ إطلاقها في عام 2018، بالإضافة إلى القمصان التي حملت شعارات نسوية أيقونية، وتصاميم الكوتور الفاخرة التي أعادت إحياء أمجاد الدار برؤية معاصرة.