
في كلمات قليلة
الخبير الاقتصادي المعروف فيليب ديسيرتين يرى أن الهيمنة العالمية للغرب تقترب من نهايتها. يحلل الأسباب ويقترح الإيمان بالمستقبل والاستثمار الضخم كشرطين أساسيين للمضي قدماً.
يرى الخبير الاقتصادي المعروف فيليب ديسيرتين أن النفوذ العالمي للغرب يقترب من نهاية دورته. في كتابه الأخير، «أفق الاحتمالات» (L’Horizon des possibles)، يقدم ديسيرتين تحليلاً مفصلاً للأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، مستعرضاً التحديات العديدة التي تعيد تشكيل عصرنا الحالي.
من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على تغيير النظام العالمي، يشير الاقتصادي إلى تداعيات الوباء، وتفاقم قضايا المناخ، والتسارع غير المسبوق في التقدم العلمي. هذه الصدمات، بحسب قوله، تتطلب إعادة تقييم شاملة للنقاط المرجعية المعتادة وتفتح الطريق نحو مستقبل جديد.
يؤكد ديسيرتين أن تحقيق «أفق الاحتمالات» واجتياز هذه المرحلة الانتقالية بنجاح يتطلب شرطين أساسيين. الأول هو استعادة الإيمان بالمستقبل والتقدم، أي اكتساب الثقة، تلك الثقة التي دفعت الأجيال السابقة خلال الثورات الصناعية الكبرى. هذه الثقة تتطلب الاستعداد لمراجعة جذرية، لا مجرد تجميلية، للأطر والمناهج الراسخة.
الشرط الثاني يتمثل في الاستثمار الجريء والضخم في نموذج تنموي جديد. يقارن الاقتصادي ذلك بالماضي، مشدداً على أن الأجيال السابقة لم تخف من اتخاذ خطوات حاسمة ولم تحاول التمسك بكل شيء قديم بالتوازي مع تبني الجديد.
بهذا، لا يرى فيليب ديسيرتين في التغيرات العالمية الحالية مجرد نهاية حقبة الهيمنة الغربية، بل فرصة لبناء نظام عالمي جديد يتطلب الإيمان بالقدرات الذاتية والاستعداد للاستثمار الكبير في المستقبل.