
في كلمات قليلة
يتناول المحللون الأهمية الاستراتيجية للانتخابات البلدية الفرنسية المقرر إجراؤها عام 2026. يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها قد تكون بمثابة اختبار وتحضير للانتخابات الرئاسية عام 2027، ومؤشر على القدرة على بناء تحالفات.
تثير الانتخابات البلدية الفرنسية المقررة في عام 2026 اهتماماً كبيراً بين المحللين السياسيين وقادة الأحزاب. وعلى الرغم من أنها انتخابات محلية، إلا أنها تُعد تقليدياً مؤشراً هاماً على المزاج العام على المستوى الوطني، وقد تؤثر بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027.
تاريخياً، غالباً ما شكلت الانتخابات البلدية تصويتاً عقابياً ضد الحكومة القائمة. ففي عام 2008، تكبدت الأحزاب اليمينية خسائر فادحة في البلديات، وفي عام 2014، كان الدور على الأحزاب اليسارية. هذا يجعل هذه الانتخابات نقطة مفصلية لتقييم الوضع الحالي للقوى السياسية.
في سياق التحضير لانتخابات 2027، يمكن أن تكون انتخابات 2026 بمثابة مختبر لتشكيل تحالفات إدارية على المستوى المحلي. قد تختبر الأحزاب من مختلف التوجهات – اليمين والوسط وحتى اليسار – صيغاً للتعاون يمكن توسيعها لاحقاً على المستوى الوطني.
قادة القوى السياسية الرئيسية، بما في ذلك حزب "الجمهوريون" (Les Républicains) وحزب "التجمع الوطني" (Rassemblement National) بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا، أعلنوا بالفعل عن أولوية الحملة البلدية لعام 2026، رغم قرب موعد الانتخابات الرئاسية.
منذ عام 2017، تغير المشهد السياسي في فرنسا بشكل جذري. القوى الجديدة التي برزت على المستوى الوطني (مثل تلك المرتبطة بالرئيس ماكرون، بالإضافة إلى أنصار لوبان) لا تزال تواجه صعوبات في بناء شبكة واسعة من المنتخبين المحليين. في المقابل، تمكنت الأحزاب "القديمة"، التي تعرضت لهزائم في الانتخابات الرئاسية لعامي 2017 و2022، من الحفاظ على مواقعها وشبكاتها على المستوى المحلي.
وهكذا، تمثل الانتخابات البلدية لعام 2026 مزيجاً معقداً من القضايا المحلية والاستراتيجيات الوطنية. فهي لن تحدد فقط قيادات آلاف المدن والبلديات الفرنسية، بل ستكون أيضاً مرحلة مهمة في تحضير الأحزاب للحدث السياسي الأبرز – الانتخابات الرئاسية لعام 2027، حيث ستكشف عن مدى استعدادها لتشكيل التحالفات والتكتلات.