
في كلمات قليلة
شارك رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي، جوردان بارديلا، في برنامج تلفزيوني يتناول الجوانب الشخصية للسياسيين. تحدث عن عائلته وحياته الخاصة، بالإضافة إلى كشف أصدقائه ووالديه عن هوسه بالنظافة. يهدف بارديلا من خلال المشاركة إلى إظهار جانبه الإنساني للجمهور.
في خطوة غير معتادة بالنسبة لشخصيته المتحفظة، شارك جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي، في برنامج تلفزيوني بعنوان «Une ambition intime» (طموح حميم) على قناة M6. يهدف البرنامج إلى تقديم السياسيين من زاوية إنسانية وشخصية، بهدف «إعادة إضفاء الطابع الإنساني على السياسة» وتعزيز اتصالهم بالجمهور.
قال بارديلا، الذي سيبلغ الثلاثين من عمره قريباً، إن الظهور في هذا النوع من البرامج أصبح «خطوة لا مفر منها» في النضال السياسي. وأضاف: «اليوم، يحتاج الناس إلى معرفة من يثقون به. وهذا النوع من البرامج يتيح ذلك». أكد السياسي أنه أراد أن يظهر للناس «الرجل الذي يختبئ وراء المسؤوليات» – شاب على وشك الثلاثين، لديه عائلته وحياته الشخصية وطفولته.
على الرغم من انفتاحه، وضع جوردان بارديلا بعض القيود. رفض التصوير في منزله، واصفاً إياه بأنه «آخر مساحة للحرية المتبقية». تم التصوير في شقة باريسية اختارها فريق الإنتاج بناءً على أذواقه. كما أنه لم يرغب في البداية في أن يدلي والداه بشهادتيهما، لكن فريق البرنامج نجح في إقناعهما.
تحدث والدا بارديلا، اللذان انفصلا عندما كان عمره عاماً ونصف العام، علناً عن ابنهما لأول مرة. ظهر الأب بوجه مكشوف أمام الكاميرا، بينما ظهرت الأم من الخلف وهي ترتدي شعراً مستعاراً، رغبة منها في الحفاظ على خصوصيتها. لا تزال الأم تعيش في الحي الذي نشأ فيه جوردان. أشار السياسي إلى أنه قام بإعداد والديه لظهورهما الأول على التلفزيون.
من بين من شاركوا الحديث عن بارديلا كان أصدقاؤه المقربون وزملاؤه. وتحدثوا بشكل خاص عن إحدى سماته البارزة: هوسه بالنظافة المفرطة. وصفوا منزله بأنه نظيف لدرجة «يمكن الأكل من الأرض». وأضافت والدته أنه يتوجب خلع الأحذية عند دخول منزله. بينما أشارت إحدى الزميلات إلى أنه يحمل دائماً قطعة قماش ومنتج تنظيف «للاحتياط».
رد بارديلا على هذه الشهادات بالقول إنهم «اتفقوا عليه» و«يبالغون». وأوضح: «أنا لست مهووساً بالنظافة، أنا فقط أحب عندما يكون المكان نظيفاً». بالنسبة للسياسي الذي اعتاد حماية مساحته الشخصية منذ صغره، كانت المقابلة التي استمرت خمس ساعات تجربة صعبة لكنها هامة. أجاب على جميع الأسئلة، بما في ذلك الشائعات حول توجهه الجنسي.
وفقاً لبارديلا، لم تتحقق اللحظات الأكثر صدقاً إلا بعد عدة ساعات من المقابلة، عندما نسي وجود الكاميرات. لم يتمالك نفسه وذرف دمعة عندما تحدثوا عن فخر والديه به. شبه بارديلا التجربة بجلسة علاج نفسي، تساعد على التفكير في كيفية التعبير عن المشاعر وإعادة تقييم الأمور.
ونفى جوردان بارديلا أن تكون مشاركته في البرنامج مجرد خطوة دعائية. قال إن حزبه حصل على 37% من الأصوات في الانتخابات التشريعية «دون الحاجة لهذا البرنامج».