باريس تفقد سكانها: نزوح الخبراء والمهنيين يثير القلق بشأن مستقبل العاصمة الفرنسية

باريس تفقد سكانها: نزوح الخبراء والمهنيين يثير القلق بشأن مستقبل العاصمة الفرنسية

في كلمات قليلة

تشهد باريس تراجعاً في عدد سكانها، مع نزوح ملحوظ لفئة المهنيين والكفاءات. خسرت المدينة 5% من سكانها في 11 عاماً، وتستمر هذه الظاهرة مدفوعة بعوامل مثل تكاليف المعيشة ورغبة في تحسين جودة الحياة.


تشهد العاصمة الفرنسية باريس ظاهرة مقلقة تتمثل في تراجع عدد سكانها بشكل ملحوظ. فقد غادر أكثر من 100 ألف شخص المدينة خلال العقد الماضي، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 5% في 11 عامًا.

ووفقًا لدراسات إحصائية حديثة، من المتوقع أن يستمر هذا التوجه. وتشير التوقعات إلى أن باريس قد تخسر حوالي 2600 أسرة سنويًا حتى عام 2050، وقد يكون إقليم إيل دو فرانس، الذي تقع فيه العاصمة، هو الإقليم الفرنسي الوحيد الذي يسجل مثل هذا التراجع السكاني.

تبرز فئة الكفاءات والمهنيين المتخصصين كإحدى الشرائح الأكثر تأثرًا بهذا النزوح. فهذه الفئة ممثلة بشكل كبير في القوة العاملة الباريسية، حيث يشكلون حوالي 50% من السكان النشطين بين 15 و64 عامًا، مقارنة بحوالي 10% فقط على المستوى الوطني.

وكشفت دراسة أجريت عام 2021 أن نسبة كبيرة جدًا من هؤلاء المهنيين (82%) في منطقة باريس الكبرى أعربوا عن رغبتهم في مغادرة الإقليم بحثًا عن حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا.

يُعزى هذا النزوح إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف المعيشة في العاصمة، وتغيرات في سوق العمل قد لا تصب دائمًا في صالح الكفاءات المؤهلة، إضافة إلى انتشار العمل عن بعد ورغبة البعض في تحسين جودة حياتهم بعيدًا عن صخب المدينة الكبيرة. إن مغادرة هذه الفئة يؤثر على ديناميكية باريس ويطرح تساؤلات حول جاذبيتها المستقبلية كمركز عالمي.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.