آفاق غائمة للسفر الجوي هذا الصيف: توقعات IATA، ارتفاع الأسعار، والنمو القوي في الشرق الأوسط وأفريقيا

آفاق غائمة للسفر الجوي هذا الصيف: توقعات IATA، ارتفاع الأسعار، والنمو القوي في الشرق الأوسط وأفريقيا

في كلمات قليلة

في قمة IATA الأخيرة، تم استعراض توقعات مختلطة للسفر الجوي: تباطؤ في الأسواق الغربية يقابله نمو قوي في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. التوترات الجيوسياسية والاقتصادية تزيد من عدم اليقين بشأن أسعار تذاكر الطيران هذا الصيف.


قد يحمل صيف عام 2025 معه نصيباً من الشك للمسافرين جواً. فالتوقعات المتفائلة بشأن سياحة السفر بالطيران تتزعزع بسبب عودة التوترات، الحمائية التجارية، وتراجع حركة النقل الجوي نحو أمريكا الشمالية، مما يؤثر على تكلفة تذاكر الطيران وتوفرها.

اجتمع حوالي 1700 متخصص في نيودلهي لحضور القمة السنوية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، الذي يمثل 350 شركة طيران تغطي 80% من حركة النقل الجوي العالمية. على جدول الأعمال كانت الربحية، الوقود، التوترات الجيوسياسية... وعدم اليقين للمسافرين.

بعد أشهر من النمو الكبير، بدأت سماء السفر جواً تُصبح غائمة. الاجتماع، الذي شهد هذا العام كلمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يهدف إلى تحديث توقعات القطاع. والتوجهات الأخيرة ليست مُبشرة للجميع.

تمت مراجعة التوقعات بانخفاض.

في أبريل، أشارت IATA إلى تباطؤ في السوق الأمريكية الشمالية، التي تمثل وحدها 23% من الحركة العالمية. تسجل الرحلات في درجة رجال الأعمال، التي عادة ما تكون مربحة للغاية، تراجعاً، والحجوزات الصيفية عبر شمال الأطلسي أقل من مستويات عام 2023. يؤكد الخبراء أن المبيعات اليوم أقل مما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي.

يؤكد المدير العام لـ IATA ويلي والش هذا الاتجاه، محذراً من «ضعف مستمر في ثقة المستهلكين الأمريكيين». النتيجة المباشرة: إذا كانت التوقعات في ديسمبر تشير إلى أرباح مجمعة بقيمة 36.6 مليار دولار لعام 2025، فقد تتم مراجعتها للأسفل.

كما تُلقي التوترات السياسية بظلالها على سماء العالم. في أبريل، أعاد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إطلاق موجة من الرسوم الجمركية، مما أدخل حالة من عدم اليقين الضار بقطاع شديد العولمة. قد تُصبح سلسلة القيمة العالمية هشة لدى مصنعي الطائرات وشركات الطيران.

يُحلل الخبراء أن قطاع الطيران حساس بطبيعته للظروف الاقتصادية والسياسية. أي شكل من أشكال عدم اليقين سيقلل من الحركة، خاصة سفر رجال الأعمال، وهو الأكثر ربحية. كما أن المناخ الجيوسياسي المتوتر بين العديد من الدول يقلق المسافرين: بعض الرحلات الطويلة تُجبر على الالتفاف حول مناطق جوية مُغلقة، مما يُطيل وقت الرحلة ويزيد التكاليف.

نمو الطلب قوي، على الرغم من كل شيء

على الرغم من هذه الرياح المعاكسة في أمريكا الشمالية، يظل الطلب العالمي على تذاكر الطيران والرحلات في تزايد. في أبريل 2025، ارتفعت كيلومترات المسافرين مدفوعة الأجر بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي. زادت السعة بنسبة 6.5%، وبلغ معدل الإشغال 83.6%. يُساهم السفر الدولي في هذا النمو بنسبة +10.8%، مدعوماً بشكل خاص بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (+14.4%)، **الشرق الأوسط** (+11.2%)، و**أفريقيا** (+13.6%).

تُسجل معدلات الإشغال أرقاماً قياسية لشهر أبريل، حيث بلغت 84.1% في الرحلات الدولية. تُعتبر الهند، البلد المضيف للقمة، مثالاً مثالياً على هذه الديناميكية، مع نمو مزدوج الرقم في حركة النقل الداخلي وتطور سريع في الاتصال الجوي.

على صعيد الأخبار الجيدة

يظل هناك بصيص أمل غير متوقع للمسافرين: انخفاض سعر برميل النفط الخام، المرتبط بتباطؤ اقتصادي متوقع، قد يُخفض تكاليف الوقود. يُذكر أن وقود الطائرات يمثل ما بين 25% و 30% من نفقات شركة الطيران.

الهند، الدولة المضيفة لهذه الدورة، تُظهر نمواً استثنائياً: تضاعف عدد المطارات في عشر سنوات، انفجار في حركة النقل الداخلي، وخلق فرص عمل هائلة. جعل رئيس الوزراء مودي تطوير قطاع الطيران محوراً رئيسياً في خطته للطبقة الوسطى الناشئة.

لكن على المستوى العالمي، فإن حلم سماء بلا غيوم لعطلات صيف 2025 قد يصبح أكثر قتامة. ويظل سؤال مطروح: هل يجب الحجز مبكراً، أم الدفع بسعر أعلى؟ أو ربما السيناريو الأكثر قتامة: كلاهما؟

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.