
في كلمات قليلة
وقع دونالد ترامب مرسومًا رئاسيًا بهدف إلغاء وزارة التعليم الأمريكية الفيدرالية، مبررًا ذلك بخفض التكاليف وإعادة السيطرة للولايات. إلا أن الخطة تواجه تحديات قانونية كبيرة، ويخشى المراقبون من تأثيرها على برامج دعم الطلاب والفئات المحرومة.
يجدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تأكيد عزمه على تفكيك وزارة التعليم الفيدرالية الأمريكية بالكامل. هذه الخطوة، التي كانت ضمن وعوده الانتخابية لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، تم تأكيدها بتوقيعه مرسومًا رئاسيًا في مارس الماضي يهدف إلى إلغاء الوزارة.
تندرج مبادرة ترامب لإلغاء وزارة التعليم في إطار رؤيته الأوسع لخفض الإنفاق الحكومي وإعادة هيكلة الإدارة الأمريكية. يبرر ترامب قراره بالقول إن الولايات المتحدة تنفق مبالغ ضخمة على التعليم مقارنة بدول أخرى، بينما يعتبر أن مستويات أداء الطلاب الأمريكيين لا تزال منخفضة في التصنيفات الدولية. ويؤكد أن الدافع الرئيسي وراء هذه الخطوة هو إعادة مسؤولية السياسة التعليمية بالكامل إلى الولايات الفيدرالية، مما يقلل من تدخل الحكومة المركزية.
لكن الحقائق المتعلقة بالإنفاق على التعليم وأداء الطلاب تقدم صورة أكثر تعقيدًا. فبينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميًا في إجمالي الإنفاق على الطالب (بما في ذلك التعليم العالي)، فإنها تأتي في المرتبة السادسة فقط بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من حيث الاستثمار في التعليم الابتدائي والثانوي. أما بالنسبة لأداء الطلاب، فإن الدراسات الدولية مثل اختبار PISA لعام 2023 تظهر أن الطلاب الأمريكيين البالغين من العمر 15 عامًا يحققون نتائج أعلى من المتوسط في القراءة وقريبة من المتوسط في الرياضيات، وهو ما يتناقض مع ادعاء ترامب بانخفاض مستوياتهم.
من المهم الإشارة إلى أن عملية إلغاء وزارة فيدرالية ليست بالأمر الهين ولا تتم بمجرد مرسوم رئاسي. يتطلب تفكيك وزارة التعليم بالكامل إقرار قانون خاص من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، وهذا يتطلب أغلبية مؤهلة لا تقل عن 60 صوتًا. في الوقت الحالي، لا يمتلك الحزب الجمهوري العدد الكافي من المقاعد في مجلس الشيوخ لتمرير مثل هذا القانون بمفرده.
في مواجهة هذه التحديات القانونية، أصدر قاضٍ فيدرالي في بوسطن مؤخرًا حكمًا يقضي ببطلان مرسوم ترامب الرامي إلى إلغاء الوزارة. وأمر القاضي بإعادة جميع الموظفين الفيدراليين الذين تم تسريحهم من وزارة التعليم إلى وظائفهم. جاء هذا الحكم استجابة لدعاوى قضائية رفعتها نحو عشرين ولاية ديمقراطية بالإضافة إلى نقابات المعلمين.
تلعب وزارة التعليم الفيدرالية الأمريكية دورًا مختلفًا عن نظيراتها في الدول ذات الأنظمة التعليمية الأكثر مركزية. فهي لا تدير المدارس مباشرة وليست المصدر الأساسي لتمويلها؛ هذه المهام تقع بشكل كبير على عاتق الولايات والسلطات المحلية. لذلك، فإن إلغاء الوزارة لن يؤدي بالضرورة إلى إغلاق المدارس أو تسريح جميع المعلمين.
النشاط الأساسي للوزارة الفيدرالية هو توفير المساعدات المالية الفيدرالية، بما في ذلك قروض الطلاب والمنح الدراسية، بالإضافة إلى تمويل برامج دعم اجتماعي متخصصة. تشمل هذه البرامج توفير وجبات مجانية أو مخفضة للطلاب المحتاجين في المدارس، وتقديم الدعم للأطفال المشردين. وبالتالي، فإن القلق الأكبر في حال إلغاء الوزارة يتركز على المصير المحتمل لهذه البرامج وأثر ذلك على الطلاب والفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع الأمريكي.