
في كلمات قليلة
فرضت إحدى المدن الفرنسية حظراً على دخول الكلاب إلى أسواقها خلال أشهر الصيف، وهو قرار يأتي بعد قيود مماثلة على الشواطئ ويثير استياء السكان والتجار الذين يخشون تأثيره على السياحة.
في منطقة كوت درمور الساحلية بشمال غرب فرنسا، تواجه الكلاب وأصحابها قيوداً متزايدة على الوصول إلى الأماكن العامة. بعد قرارات سابقة بحظرها من العديد من الشواطئ، شملت القيود الآن الأسواق المحلية، مما أثار استياءً واسع النطاق بين السكان والسياح على حد سواء.
في بلدة سان كواي بورتريو (Saint-Quay-Portrieux)، قرر رئيس البلدية، تييري سيمليير، منع الحيوانات الأليفة من دخول السوق اعتباراً من بداية مايو وحتى نهاية موسم الصيف. يُبرر هذا القرار بأنه يهدف إلى "منع أي فوضى أو إزعاج في الأماكن التي تشهد ازدحاماً كبيراً خلال فترة الصيف".
لكن القرار قوبل بردود فعل غاضبة. بروس، أحد السكان المعتادين على زيارة السوق مع كلاب الجولدن ريتريفر الخاصة به، عبر عن دهشته واستيائه قائلاً: "هل تمزحون؟ كنت فقط أتفق جزئياً مع قرارات حظر الشواطئ. لكن هذا القرار غير منطقي. لقد تجاوزوا الحد".
التجار في السوق أيضاً يعبرون عن قلقهم من التأثير على أعمالهم. قال أحد بائعي الدجاج المشوي إن بعض الزبائن توقفوا بالفعل عن المجيء بسبب هذا الحظر. وأضاف: "الصيف سيكون صعباً للغاية لأن السياح سيحضرون مع كلابهم ولن يتمكنوا من تركها في مكان آخر".
من ناحية أخرى، بدت إحدى البائعات موافقة على القرار، مشيرة إلى أنها كانت منزعجة من شجارات الكلاب واقترابها الشديد من منتجاتها. وروت حادثة حديثة حيث قامت إحدى الكلاب بقضاء حاجتها على بضائع زبونة.
ينظر العديد من السكان إلى هذه القيود المتزايدة على أنها "شكل من أشكال عدم التسامح". ميشيل، إحدى الزائرات الدائمات للسوق، توضح: "المشكلة تكمن في العدد المتزايد من أصحاب الكلاب الذين لا يعتنون بحيواناتهم جيداً. هناك من لا يلتقط فضلات الكلاب. ولكن لماذا تعاقب الأغلبية؟ هناك المزيد والمزيد من الحظر ضد الكلاب، وهذا عدم تسامح".
تتزايد القيود المفروضة على الكلاب في الأماكن العامة بالمنطقة، وخاصة على الشواطئ، مما أثار الجدل في كوت درمور في مناسبات سابقة. في الصيف الماضي، احتشد حوالي مئة شخص للاحتجاج على شاطئ لي روزير (les Rosaires). كاتيل رودريغيز، المسؤولة عن التواصل في مكتب السياحة "فاليز درمور"، تؤكد أن أصحاب الكلاب يعبرون بانتظام في المكتب عن إحباطهم وشعورهم بالرفض.
تحاول بعض البلديات الأخرى إيجاد حلول وسط لإرضاء أصحاب الكلاب. ففي بيسكاروس (Biscarrosse) بمنطقة لاند، سيتم السماح بدخول الكلاب إلى الشواطئ مجدداً، لكن فقط قبل الساعة العاشرة صباحاً وبعد الثامنة مساءً، مع ضرورة ربطها بمقود. هذا التنازل الطفيف يعكس رغبة في إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تؤثر على كل من السكان المحليين والسياح.