
في كلمات قليلة
شهدت فرنسا أعمال شغب واشتباكات واسعة النطاق بعد فوز نادي باريس سان جيرمان، مما أسفر عن مقتل شخصين، اعتقال حوالي 560 شخصًا، إصابة العشرات، وإحراق مئات السيارات والممتلكات.
تحولت احتفالات فوز نادي باريس سان جيرمان (PSG) في دوري أبطال أوروبا إلى أعمال شغب وعنف واسعة النطاق في العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى. وعلى الرغم من دعوات النادي واللاعبين للاحتفال بهدوء، شهدت الشوارع فوضى تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفقًا لأحدث الإحصائيات، تم اعتقال حوالي 560 شخصًا في جميع أنحاء البلاد بعد المباراة، معظمهم في باريس. يمثل هذا العدد ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بأعداد الاعتقالات بعد مباريات سابقة مهمة. تم وضع أكثر من 320 شخصًا من المعتقلين قيد الاحتجاز.
الجانب الأكثر مأساوية في هذه الأحداث هو الخسائر في الأرواح. ففي مدينة داكس، لقي شاب يبلغ من العمر 17 عامًا حتفه طعنًا بسكين. وفي باريس، اصطدمت سيارة تقل مشجعين بفتاة تبلغ من العمر 20 عامًا كانت تقود دراجتها النارية، مما أدى إلى وفاتها. وفي غرونوبل، صدمت سيارة أخرى عدة أشخاص، مما أسفر عن إصابة اثنين منهم بجروح خطيرة. إجمالاً، بلغ عدد المصابين في جميع أنحاء فرنسا 192 شخصًا، من بينهم 22 فردًا من قوات الأمن وسبعة من رجال الإطفاء. كما أفادت تقارير بأن شرطيًا واحدًا في غيبوبة.
بالإضافة إلى الضحايا، تسببت أعمال الشغب في أضرار مادية جسيمة. تم تسجيل حوالي 700 حريق وإحراق 264 سيارة. تعرضت المتاجر للنهب والتخريب ليس فقط في شارع الشانزليزيه الشهير بباريس، بل أيضًا في مدن أخرى. بدأت الاعتداءات على قوات الأمن ورشقهم بالمقذوفات وإطلاق الألعاب النارية قبل صافرة النهاية واستمرت طوال الليل.
أثارت هذه الأحداث ردود فعل سياسية متباينة. أدان وزير الداخلية الفرنسي ما وصفه بأعمال "البرابرة"، مؤكدًا أنه من غير المقبول أن يتحول الاحتفال إلى فوضى وعنف. في المقابل، وجهت المعارضة انتقادات للسلطات، معتبرة أن المخاطر لم تُقدر بشكل كافٍ وأن الإجراءات الأمنية كانت غير كافية، رغم نشر أكثر من 5000 من عناصر الشرطة والدرك في باريس وحدها. بينما اتهم ممثلو بعض الأحزاب اليسارية الشرطة بالاستفزاز. بغض النظر عن التقييمات السياسية، أكدت الأحداث مرة أخرى أن المناسبات الرياضية الكبرى في فرنسا غالبًا ما تصاحبها موجة من العنف.