فرنسا: زعيم نقابي بارز ينتقد خطة الحكومة لخفض 40 مليار يورو ويطالب بـ "ترك المتقاعدين وشأنهم"

فرنسا: زعيم نقابي بارز ينتقد خطة الحكومة لخفض 40 مليار يورو ويطالب بـ "ترك المتقاعدين وشأنهم"

في كلمات قليلة

وصف زعيم نقابة "القوة العاملة" الفرنسية، فريدريك سويو، هدف الحكومة بتوفير 40 مليار يورو العام المقبل بأنه غير واقعي. عارض سويو تقليل سداد تكاليف الأدوية وإلغاء الإعفاءات الضريبية للمتقاعدين، واقترح بدلاً من ذلك تقليص الدعم والثغرات الضريبية.


انتقد الأمين العام لنقابة "القوة العاملة" الفرنسية الكبرى (Force Ouvrière, FO)، فريدريك سويو، بشدة خطط الحكومة الرامية لتحقيق وفورات في الميزانية بقيمة 40 مليار يورو، والتي من المقرر تقديمها في منتصف يوليو.

في مقابلة نُشرت في 1 يونيو، وصف سويو الهدف بتوفير 40 مليار يورو العام المقبل بأنه "غير واقعي على الإطلاق". واعتبر أن الإجراءات التي تدرسها الحكومة ليست أكثر من مجرد "تواصل إعلامي".

تعبر نقابة FO عن قلقها البالغ بشأن تفاصيل الخطة المستقبلية. يحذر سويو من أن إجراءات التقشف قد تؤدي إلى تقليل سداد تكاليف الأدوية، وزيادة أيام الانتظار للحصول على تعويض عن أيام المرض، بالإضافة إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية، وخاصة الخصم البالغ 10% للمتقاعدين. وقال سويو مستنكراً: "دعوا المتقاعدين وشأنهم!".

تبرر الحكومة حاجتها للوفورات بمواجهة العجز في الميزانية العامة الذي بلغ 5.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وتستهدف خفضه إلى 5.3% في عام 2025، وإلى أقل من 3% بحلول عام 2029. صرح رئيس الوزراء سابقاً بأن الوصول إلى نسبة 3% هو الحد الذي يتوقف عنده الدين عن التزايد.

تجاوز الدين العام الفرنسي 3300 مليار يورو في عام 2024، أي أكثر من 113% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يثير قلق الاقتصاديين.

من بين الإجراءات الحكومية المثيرة للجدل، احتمال زيادة ضريبة القيمة المضافة (TVA) أو فرض ضريبة على الاستهلاك. وصف سويو ذلك بأنه "أكثر الضرائب ظلماً"، وشكك في جدوى هذا الإجراء، مشيراً إلى أن الرئيس نفسه أكد أن فرنسا أكثر جاذبية من الدول المجاورة، مما يعني أن تكلفة العمالة ليست المشكلة الرئيسية.

بدلاً من تقليص الإنفاق الاجتماعي، يقترح زعيم النقابة التركيز على المساعدات العامة والثغرات الضريبية التي تتجاوز 200 مليار يورو سنوياً، بالإضافة إلى التخفيضات العامة في المساهمات الاجتماعية التي تبلغ حوالي 80 مليار يورو.

وضع المالية العامة يخضع لرقابة مشددة. تحذر مصادر مقربة من الحكومة من أنه إذا لم تكن خطة الوفورات مقنعة، فقد يصل "أصحاب البدلات المخططة" - وهو تعبير مجازي لمراقبي صندوق النقد الدولي (IMF) - إلى البلاد.

في تقرير حديث، دعا صندوق النقد الدولي فرنسا بالفعل إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لتحسين حساباتها العامة. ويُستخدم مثال اليونان، التي اضطرت في النهاية لإجراء تخفيضات قاسية تحت ضغط المقرضين الدوليين، كتحذير.

يشير اقتصاديون إلى أن فرنسا ليست بعد تحت إملاء مباشر من المؤسسات الدولية، لكنهم يحثون على حل المشكلة ديمقراطياً لتجنب سيناريو أزمة مماثلة للأزمة اليونانية.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.