
في كلمات قليلة
عرضت قناة France 5 الفرنسية الفيلم الوثائقي "الحزن والشفقة" لمارسيل أوفولس إحياءً لذكراه بعد وفاته. الفيلم الصادر عام 1971 عمل مهم غيّر الفهم التاريخي لفترة احتلال فرنسا.
بثّت قناة France 5 الفرنسية مؤخراً الفيلم الوثائقي الضخم "الحزن والشفقة" (Le Chagrin et la pitié) للمخرج مارسيل أوفولس، وذلك تكريماً لذكرى المخرج الذي وافته المنية في 24 مايو الماضي.
يُعدّ هذا الفيلم، الذي صدر عام 1971 واستمر عرضه لأكثر من أربع ساعات، سرداً لتاريخ مدينة كليرمون-فيراند الفرنسية خلال فترة الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية. أثار الفيلم ضجة كبيرة عند صدوره لأنه نسف الأسطورة السائدة بأن فرنسا بأكملها قاومت الاحتلال بالإجماع. ورغم منعه من العرض على التلفزيون الفرنسي لمدة عشر سنوات، حقق الفيلم نجاحاً كبيراً في دور السينما وساهم بشكل كبير في تطوير فهم التاريخ.
مارسيل أوفولس نفسه، وهو نجل المخرج الشهير ماكس أوفولس، كان يتعامل مع نجاح الفيلم بسخرية معتبراً إياه مجرد مشروع "بتكليف" جاء في الوقت المناسب. قال في مقابلة عام 2014: "أعتقد أن هناك لحظات في التاريخ، إذا لم يقم بها هذا الشخص، فسيقوم بها شخص آخر. في 1969-1970، كانت الأسطورة الديغولية الشيوعية تقترب من نهايتها. كان لابد أن يقوم شخص ما في مكان ما بكشف هذا القيح".
كان مارسيل أوفولس سيداً في مجال الأفلام الوثائقية، حيث جدد تقنيات المقابلة والمونتاج. من أعماله المعروفة أيضاً فيلم "فندق تيرمينوس: كلاوس باربي، حياته ووقته" الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 1989، وفيلمه "سهارى السلاح" عن صحافة الحرب.
عند وفاته، كان مارسيل أوفولس يعمل على فيلم شبه منتهٍ يتناول صعود اليمين المتطرف في الغرب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حسبما أفادت عائلته.