سياسيون فرنسيون يكشفون أسرارهم وطموحاتهم على شاشة التلفزيون

سياسيون فرنسيون يكشفون أسرارهم وطموحاتهم على شاشة التلفزيون

في كلمات قليلة

شارك أربعة من أبرز السياسيين الفرنسيين – جيرالد دارمانين، جوردان بارديلا، ساندرين روسو، وفابيان روسيل – في برنامج تلفزيوني للكشف عن تفاصيل شخصية وقناعات سياسية، وتطرقوا لمواضيع مثل الطموحات الرئاسية، قضايا المناخ، الحق في الموت، والعلاقات داخل الأحزاب.


استضاف برنامج تلفزيوني شهير في فرنسا أربعة من أبرز الوجوه السياسية: جوردان بارديلا، جيرالد دارمانين، فابيان روسيل، وساندرين روسو. قدم البرنامج، الذي يحمل اسم «Une ambition intime» (طموح حميم) ويُعرض على قناة M6، لمحة شخصية عن حياة هؤلاء السياسيين.

يهدف البرنامج، منذ انطلاقه في عام 2016، إلى إظهار الجانب الإنساني للسياسيين من خلال تتبع مساراتهم المهنية والحياتية، واستعراض شهادات من المقربين منهم، والكشف عن جوانب من حياتهم اليومية. تأتي هذه الحلقات قبل نحو عامين من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتُعد فرصة للسياسيين لتحسين صورتهم لدى الجمهور، مع الإشارة إلى أنهم بطبيعة الحال لا يظهرون إلا ما يرغبون في إظهاره.

تضمنت الحلقة الجديدة لقاءات مع وزير العدل جيرالد دارمانين، والنائبة البيئية ساندرين روسو، وزعيم الشيوعيين فابيان روسيل، ورئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا.

دارمانين يفكر في الرئاسة وساركوزي يشيد بـ «شعبيته»

يبدو جيرالد دارمانين أكثر وضوحاً بشأن نواياه للترشح للرئاسة عام 2027. بعد شهر من إعلانه عن «رغبته» في خوض السباق وتأكيده على أنه «يعمل» على مشروع رئاسي، صرح دارمانين في البرنامج بشكل صريح: «نعم، أنا أفكر في الانتخابات الرئاسية، لكي أقدم شيئاً للبلاد».

تحدث دارمانين عن سنواته الأولى في السياسة وعلاقته بنيكولا ساركوزي، الرئيس الأسبق، الذي وصفه بأنه من وضع قدمه حقاً في هذا المجال. يكن الاثنان احتراماً متبادلاً. قال دارمانين إنه كان «يرغب في العمل مع نيكولا ساركوزي» ولديه «إعجاب كبير به»، وتعلم منه «الكثير».

من جانبه، تذكر ساركوزي لقاءهما الأول، مشيداً بـ «وميض في عينيه» وشيء نادر جداً في السياسة هو «الجانب الشعبي». واعتبر ساركوزي، الذي يعتبر دارمانين صديقاً، أن ما يفعله بمثابة «مباركة» له قبل عامين من الانتخابات.

كما تطرق دارمانين إلى مواقفه السابقة، معرباً عن «أسفه» لموقفه قبل اثني عشر عاماً ضد زواج المثليين. وأقر بأنه كان «بعيداً تماماً عن القضايا المجتمعية» وأنه «تغير عندما أصبح أباً».

التزام روسو بالبيئة والدفاع عن «المساعدة الفاعلة على الموت»

الشخصية الثانية التي قدم البرنامج صورتها هي النائبة البيئية ساندرين روسو. تحدثت روسو، المعروفة بنشاطها في قضايا المناخ، عن قناعاتها القديمة، معربة عن أسفها لانتظار العالم في التعامل مع تغير المناخ رغم التقارير المتاحة منذ السبعينيات. شبهت البشرية بالمراهقين الذين يرفضون ترتيب غرفهم.

كما استذكرت نشاطها في حركة مكافحة العنصرية SOS Racisme في منتصف الثمانينيات، واصفة إياها بأنها المرة الأولى التي تولى فيها الشباب زمام المبادرة لتأكيد قيم الإدماج واحترام الآخر.

قضية أخرى تدافع عنها روسو بقوة هي نهاية الحياة والحق في «المساعدة الفاعلة على الموت». تعززت قناعاتها هذه بعد وفاة والدتها في عام 2013 التي انتحرت بعد صراع طويل مع السرطان. قالت روسو، متأثرة بشكل واضح، إن والدتها فعلت ذلك «بشكل سري بعض الشيء»، وإنها الآن «مناضلة من أجل المساعدة الفاعلة على الموت»، تحقيقاً لوعد قطعته لوالدتها: «أريد أن يكون هناك حق في اختيار الموت».

إشادة جوردان بارديلا بمارين لوبان: «أعرف ما أدين لها به»

تحدث جوردان بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني، عن دخوله عالم السياسة، الذي بدأ -حسب المقربين منه- بـ «شغف» بمارين لوبان منذ فترة مراهقته. انضم بارديلا إلى الجبهة الوطنية (التي أصبحت لاحقاً التجمع الوطني) في سن السادسة عشرة، ويعتبر أن السياسة «غيرته تماماً» وساعدته على «الانتقال إلى مرحلة البلوغ».

وصفت مارين لوبان بارديلا بأنه «رمز حقيقي للجدارة» في الحركة. من جانبه، أشاد بارديلا بلوبان قائلاً: «إنها شخصية مهمة. أعرف ما أدين لها به. إنها متواضعة جداً، وشاركت في بناء السياسي الذي أنا عليه».

توصف العلاقة بين الزعيمين بأنها مزيج من التكامل والمنافسة، خاصة مع احتمال عدم أهلية مارين لوبان للترشح ورؤية البعض لبارديلا كـ «خطة بديلة» للحزب في انتخابات 2027. تؤكد لوبان من جهتها أن علاقتيهما «متساوية فعلاً»، وليست علاقة حماية أو هيمنة. يعبر بارديلا عن سعادته بهذا «الثنائي الفريد في الحياة السياسية الفرنسية».

روسيل و «الأيام السعيدة»

استعرض زعيم الشيوعيين فابيان روسيل حملته الرئاسية عام 2022، مؤكداً على خطابه القائم على «الأيام السعيدة» ورفضه لـ «الخطاب الكئيب». قال إنه يريد «بيع السعادة» وأعرب عن خيبة أمله من نتيجته (2.3٪). أكد أنه «لا يحب الخسارة»، وأنه يخوض الانتخابات «من أجل الفوز»، لكنه يعزي نفسه بأنهم نجحوا «في إسماع صوتنا ورفع رؤوسنا».

عن علاقته بـ جان لوك ميلانشون، وصفها روسيل بأنها معقدة، قائلاً إنهما «يتحدثان ويلتقيان أحياناً»، لكنه رفض مرة أخرى الانضواء تحت قيادة ميلانشون. قال: «ليس لدينا نفس المشروع على الإطلاق»، مؤكداً رغبته في «مواصلة لعب دور في هذا البلد لإظهار وجود يسار صادق ونزيه وحقيقي».

بشكل عام، سلط البرنامج الضوء على الجوانب الشخصية والطموحات السياسية لهذه الشخصيات البارزة، مما يوفر للناخبين رؤية أعمق لهم قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.