فرنسا: بعد ست سنوات على هجوم سجن كوندي سور سار.. بدء محاكمة 5 متهمين في باريس

فرنسا: بعد ست سنوات على هجوم سجن كوندي سور سار.. بدء محاكمة 5 متهمين في باريس

في كلمات قليلة

انطلقت في باريس محاكمة خمسة متهمين في قضية هجوم على حارسي سجن فرنسي عام 2019. المتهم الرئيسي، الذي واجه قوات الأمن بعد الحادثة وأسفر عن مقتل شريكته، ادعى الانتماء لتنظيم إرهابي. الحادث أدى إلى إعادة النظر في إجراءات الأمن داخل السجون الفرنسية.


انطلقت في باريس محاكمة تتعلق بهجوم استهدف حراس سجن كوندي سور سار قبل ست سنوات. يمثل أمام المحكمة الجنائية الخاصة في العاصمة الفرنسية ميخائيل كيولو (34 عاماً) وأربعة متهمين آخرين، يُشتبه في تورطهم بالهجوم الذي وقع في مارس 2019.

يُتهم كيولو بالاعتداء على اثنين من حراس السجن باستخدام سكاكين خزفية. وقع الحادث في 5 مارس 2019، حيث كان كيولو يقضي حكماً بالسجن لمدة 30 عاماً بتهمة القتل. كان في وحدة الزيارات العائلية (UVF)، وهي شقة صغيرة مخصصة للقاءات بين السجناء وذويهم، برفقة شريكته حينها حنان أبو الحنا.

عندما دخل حارسان إلى الوحدة، يُزعم أن ميخائيل كيولو وشريكته هاجماها بالسكاكين. أصيب الحارسان بجروح خطيرة، لكنهما تمكنا من الفرار وإغلاق الزوجين داخل الوحدة. قال محامي أحد الحارسين المصابين إن موكله لا يزال يعاني نفسياً من الحادث، وإن توقع مواجهة المهاجم في المحكمة يفاقم حالته.

خلف باب الوحدة، ادعى ميخائيل كيولو انتماءه لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ورغبته في الانتقام لهجوم ستراسبورغ الذي وقع قبل ثلاثة أشهر. حاولت الشرطة التفاوض معه، لكن كيولو أوحى بأنه يرتدي حزاماً ناسفاً، مما دفع قوات التدخل (RAID) إلى شن هجوم في نهاية اليوم. أسفر الهجوم عن مقتل شريكة كيولو، حنان أبو الحنا، وإصابته هو بجروح.

من جهته، قال محامي كيولو، رومان رويز، إن ظروف اعتقال موكله لعبت دوراً في دفعه لارتكاب الهجوم. وأوضح أنه كان محتجزاً لمدة 22 ساعة في اليوم، ومر بصعوبات نفسية خلال فترة سجنه. ووصف نظام السجون الحالي بأنه «سلطوي وقمعي». أشار المحامي أيضاً إلى أن كيولو نُقل قبل أيام من بدء المحاكمة إلى جناح تأديبي بسجن فرين.

يطرح السؤال حول كيفية وصول السكاكين الخزفية إلى السجن. بحسب التحقيقات، لم يتم تفتيش شريكة كيولو، حنان أبو الحنا، عند زيارتها. تحدث ممثل نقابة قوى العمال (FO) في السجن، كيفين غريبون، عن مرونة كانت سائدة في ذلك الوقت بخصوص الطرود. وذكر أنه كان هناك تساهل، حيث يتلقى بعض السجناء طروداً بوزن يصل إلى خمسين كيلوجراماً، في محاولة واضحة «لشراء السلام الاجتماعي».

كيفين غريبون، الذي يعمل حارساً في هذا السجن منذ افتتاحه في عام 2013، قال إن الهجوم، رغم مأساويته، أدى إلى تحسين الأوضاع في السجن. وأشار إلى أنه بعد الهجوم، تم تطبيق جداول خروج أكثر انضباطاً وحصل السجن على مزيد من الموارد. ويُشار إلى أن سجن كوندي سور سار هو أحد المؤسستين اللتين تم اختيارهما لاستقبال أخطر مهربي المخدرات اعتباراً من منتصف أكتوبر 2025.

يُتهم المتهمون الأربعة الآخرون في هذه القضية بمساعدة ميخائيل كيولو في التخطيط للهجوم. يواجه كيولو عقوبة السجن المؤبد. تستمر المحاكمة في باريس لمدة شهر.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.