
في كلمات قليلة
في بوردو، أثارت منشآت "المطابخ السحابية" المخصصة للتوصيل استياء السكان بسبب الضوضاء ومشكلات المرور. بعد شكاوى متكررة، تدخلت بلدية بوردو وطالبت شركتي "تاستر" المسؤولة عن هذه المطابخ بالانتقال إلى مناطق أخرى بحلول صيف عام 2025.
في مدينة بوردو الفرنسية، وجدت منشأتان تعملان بنظام "المطابخ السحابية" (أو "المطابخ المظلمة") والمخصصة فقط لتقديم الطلبات عبر الإنترنت والتوصيل، نفسيهما في مواجهة مشكلات متزايدة. بعد عدة شكاوى من السكان ومشاورات مع السلطات المحلية، طُلب من هذه المنشآت الانتقال إلى مواقع جديدة.
منذ بداية عام 2024، بدأت شكاوى السكان في حي "حاجز تولوز" (Barrière de Toulouse) تصل إلى بلدية بوردو بخصوص وجود مطبخ تابع لشركة "تاستر" (Taster) المتخصصة في المطاعم التي لا تحتوي على صالات طعام، ويقع المطبخ جنوب المدينة. هذا النوع من المنشآت، المعروف أيضاً باسم "المطابخ السحابية" أو "المطابخ المظلمة"، مُصمم خصيصاً لتلبية طلبات الطعام عبر الإنترنت للتوصيل أو الاستلام المباشر. تعمل هذه المطابخ بدون واجهة أو لافتة خارجية، وهي مُحسّنة لتلبية الطلب المتزايد على الوجبات التي تُطلب عبر تطبيقات التوصيل الشهيرة مثل أوبر إيتس وديليفرو.
لكن المشكلة تكمن في أن توافد مئات من سائقي التوصيل على الدراجات الهوائية أو النارية إلى هذه المواقع بشكل مستمر يسبب ضوضاء وإزعاجاً، بالإضافة إلى مشاكل في حركة المرور وركن المركبات، خاصة أثناء انتظارهم للطلبات. في أوائل مارس، افتتح مطبخ ثانٍ تابع لـ "تاستر" في حي شاترون (Chartrons)، مما أثار موجة جديدة من الشكاوى من السكان المجاورين.
أمام هذه البلاغات، قررت بلدية بوردو التدخل. أوضحت السيدة ساندرينا جاكوتو، نائبة عمدة بوردو المسؤولة عن التجارة والأسواق، أن هذه النماذج الاقتصادية ظهرت بقوة خلال فترة كوفيد. وأضافت: "على الرغم من أن 90% من الوجبات تُباع عبر الإنترنت وتُوصل بالدراجة، فإن وجود هذه المنشآت يمثل مشكلة. لا يجب أن نخل بهدوء سكان بوردو".
بدأت المفاوضات مع مدير شركة "تاستر" في عام 2024. وقالت جاكوتو: "تواصلت معه لفهم الوضع، وقد أبدى قلقه بشأن الإزعاج الناتج". بحلول صيف عام 2025، ستنتقل منشأتا "تاستر" إلى حيي باكالان (Bacalan) ومنطقة محطة سان جان (Saint-Jean)، وهي مناطق يتوقع أن يكون فيها تأثيرها أقل على السكان.
في سياق متصل، عُقد اجتماع مع منصات التوصيل المعنية، أوبر وديليفرو، لمناقشة مسؤولياتها تجاه هذا الإزعاج. اقترحت ديليفرو، كحلول محتملة، "إنشاء مناطق بيضاء تمنع سائقي التوصيل من استقبال الطلبات في المناطق الإشكالية"، وتعهدت بإطلاق "حملة توعية". لكن نائبة العمدة لم تكن مقتنعة تماماً بهذه المقترحات، مشيرة إلى أن ذلك "سيفرض قيوداً إضافية على السائقين الذين يعملون بالفعل في ظروف صعبة للغاية". وأضافت: "أتوقع من هذه الشركات المزدهرة أن تفكر في تنظيم يضمن مزيداً من اللطف تجاه سائقي التوصيل".
تقدر بلدية بوردو أن حوالي 6000 سائق توصيل يعملون بشكل رسمي لهذه المنصات في المدينة، وحوالي 10000 بشكل غير رسمي. في عام 2023، افتتحت المدينة مركزاً مخصصاً لدعم سائقي التوصيل، وتقدم المنظمة غير الربحية "أمل" (Amal) الدعم لهؤلاء العاملين بالتعاون مع بلدية بوردو.