
في كلمات قليلة
بدأ مجلس الشيوخ الفرنسي مناقشة مشروع قانون لمواجهة "الموضة السريعة"، يقترح تنظيم المنصات الإلكترونية وفرض غرامات بيئية وحظر محتمل للإعلانات. يهدف القانون إلى الحد من تأثير الملابس الرخيصة سريعة التلف ويستهدف بشكل خاص شركات مثل Shein و Temu.
بدأ مجلس الشيوخ الفرنسي هذا الأسبوع مناقشة مشروع قانون يهدف إلى الحد من الآثار البيئية السلبية لـ"الموضة السريعة". يأتي هذا التحرك مع التركيز على شركات التجارة الإلكترونية الكبرى مثل Shein و Temu.
يقترح مشروع القانون وضع تعريف قانوني واضح لـ"الموضة السريعة"، وفرض التزامات على منصات البيع عبر الإنترنت، وتطبيق نظام "المكافأة والخصم" (bonus-malus) بناءً على التأثير البيئي للمنتجات. تعكس هذه الخطوة النمو الهائل في سوق الملابس الرخيصة والمتجددة باستمرار: فبين عامي 2010 و2023، ارتفع عدد قطع الملابس المطروحة في السوق الفرنسية من 2.3 مليار إلى 3.2 مليار قطعة سنوياً. وتشير بيانات وكالة البيئة الفرنسية (Ademe) إلى أنه يتم طرح أكثر من 48 قطعة ملابس لكل مقيم في فرنسا سنوياً، ويتم التخلص من 35 قطعة كل ثانية في البلاد.
مشروع القانون، الذي وافقت عليه الجمعية الوطنية سابقاً، ظل قيد الانتظار في مجلس الشيوخ لأكثر من عام. يهدف السيناتورات من خلال مناقشته إلى تنظيم هذه الموضة "السريعة الزوال" أو "التي تستخدم لمرة واحدة"، والتي يتم شحنها بأسعار منخفضة للغاية من الصين، مع استهداف مباشر لشركتي Shein و Temu. هذه الملابس، التي غالباً ما تكون قليلة التكلفة والجودة، سهلة الطلب، شديدة التلوث غالباً، ويتم تجديد مجموعاتها باستمرار، تغمر السوق وتنافس اللاعبين التقليديين في صناعة النسيج.
من بين الإجراءات الرئيسية المقترحة، تحديد "الموضة السريعة" قانونياً بناءً على معايير مثل حجم الإنتاج، سرعة تجديد المجموعات، العمر القصير للمنتجات، وضعف الحوافز لإصلاحها. الشركات التي تندرج تحت هذا التعريف ستكون ملزمة بتوعية المستهلكين بـ"التأثير البيئي" لملابسهم.
كما ينص مشروع القانون على عقوبات مشددة لهذه المنصات من خلال نظام "مكافأة وخصم" معدّل يأخذ في الاعتبار "التكاليف البيئية" للإنتاج المفرط. مع ذلك، يظهر اختلاف بين الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ بشأن هذه الآلية. أراد النواب ربط العقوبات بـ"العرض البيئي" للمنتجات، وهو نظام تقييم حديث. لكن مجلس الشيوخ، بالاتفاق مع الحكومة، حذف هذه الإشارة في اللجنة، مفضلاً معايير تتعلق بـ"المتانة" و"الممارسات التجارية" الخاصة بهذه المنصات. تهدف هذه الصياغة الجديدة إلى استهداف "الموضة فائقة السرعة" للشركات الآسيوية مثل Shein و Temu بشكل أكبر، مع حماية الشركات الأوروبية أو الفرنسية التي قد تكون معنية بالنص الذي صوتت عليه الجمعية الوطنية.
يثير إعادة التركيز هذه قلق ائتلاف "أوقفوا الموضة السريعة"، الذي يضم 14 جمعية بيئية وحقوق إنسان، حيث يخشون أن تصبح المبادرة "مجرد قوقعة فارغة، دون تأثير رادع". كما تم تسليط الضوء على نشاط اللوبيات: فقد طلبت جمعيتان من هيئة الشفافية العليا التحقق من أنشطة اللوبي التي تقوم بها Shein، متهمتين العملاق الصيني (المتمركز في سنغافورة) بـ"مخالفات". يعبر بعض السيناتورات عن قلقهم من "اتجاه حالي في البرلمان يميل إلى التراجعات البيئية".
ستدور المناقشات في مجلس الشيوخ أيضاً حول حظر الإعلانات لشركات "الموضة السريعة". عارضت الأغلبية في مجلس الشيوخ هذا الحظر، مستندة إلى مبدأ "حرية ريادة الأعمال". لكن الحكومة والأحزاب اليسارية تؤيد هذه المبادرة وستحاول إعادة إدخال هذا الحظر.