
في كلمات قليلة
تعقد روسيا وأوكرانيا جولة جديدة من المحادثات المباشرة في اسطنبول. عرض الطرفان مواقفهما: موسكو تصر على الاعتراف بالأراضي ومعالجة أسباب الصراع، بينما تطالب كييف بالانسحاب الكامل للقوات وضمانات أمنية. كما يناقش الجانبان مسألة وقف إطلاق النار.
تعود روسيا وأوكرانيا للالتقاء في اسطنبول لإجراء محادثات مباشرة جديدة حول إنهاء الصراع الدائر. من المقرر أن يعرض الجانبان «رؤيتهما» لتسوية النزاع. وفيما يلي مواقفهما الرسمية قبل هذا الاجتماع الذي يعقد بوساطة تركية.
الأراضي لموسكو: مطالب روسيا الرئيسية
حافظت روسيا على مطالب قصوى منذ بداية العملية العسكرية. وتؤكد موسكو أن عملية التسوية يجب أن تتناول «الأسباب الجذرية» للصراع، وفي مقدمتها رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو تحالف تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا على حدودها.
علاوة على ذلك، تطالب روسيا بضم أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا تسيطر عليها جزئيًا (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، زابوريجيا)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014. وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن «الاعتراف الدولي» بانتماء هذه الأراضي إلى روسيا «ضروري» لتسوية الصراع.
تطلب موسكو أيضًا وقف توريدات الأسلحة الغربية وابعاد المجموعات القومية المتطرفة الأوكرانية.
ضمانات أمنية لكييف: مطالب أوكرانيا الرئيسية
في أوكرانيا، تعتبر مسألة التنازلات الإقليمية مثيرة للانقسام بشدة، حيث قدم السكان تضحيات بشرية هائلة وتحملوا دمارًا ماديًا كبيرًا منذ عام 2014 للحفاظ على حدودهم التي تأسست في نهاية الاتحاد السوفيتي عام 1991.
لا تزال أوكرانيا تطالب بالانسحاب الكامل لجميع القوات الروسية من أراضيها. ومن بين هذه المناطق، تعتبر شبه جزيرة القرم ذات أهمية خاصة. يؤكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنًا أن كييف لن تتنازل عن هذه الشبه الجزيرة ذات الأغلبية الناطقة بالروسية والتي ضمتها موسكو في عام 2014، لأن الدستور الأوكراني ينص صراحة على أنها جزء من أراضيها.
على نطاق أوسع، يدعو فولوديمير زيلينسكي حلفاءه إلى تقديم «ضمانات أمنية» لأوكرانيا لردع روسيا عن غزوها مرة أخرى بعد إبرام اتفاق سلام. في هذا الصدد، يعتبر طلب كييف الرئيسي هو الانضمام إلى الناتو، وهي إمكانية ترفضها موسكو رفضًا قاطعًا. كما طرحت أوكرانيا، كخيار آخر، مع الأوروبيين فكرة إنشاء قوة عسكرية غربية يمكن نشرها في البلاد، بدعم من الناتو، في حالة السلام. وهي إمكانية رفضتها موسكو بشدة أيضًا.
مسألة وقف إطلاق النار
لبدء عملية دبلوماسية لحل الصراع، تدعو كييف منذ عدة أسابيع إلى وقف إطلاق نار «غير مشروط» لمدة 30 يومًا كشرط مسبق للمناقشات. هذه الدعوة تدعمها أيضًا الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
حتى الآن، رفضت روسيا في كل مرة طلبات وقف إطلاق النار من كييف وحلفائها، معتبرة أن ذلك سيسمح للقوات الأوكرانية، التي تواجه صعوبات على الجبهة، بإعادة تسليح نفسها بمساعدة الغرب. تطالب كييف أيضًا بتبادل جميع الأسرى وعودة آلاف الأطفال إلى أوكرانيا.