منع رفع العلم الفلسطيني في شالون سور ساون بفرنسا: القضية تصل إلى القضاء

منع رفع العلم الفلسطيني في شالون سور ساون بفرنسا: القضية تصل إلى القضاء

في كلمات قليلة

منع رئيس بلدية فرنسية رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة، مدعياً أنه رمز لعصابات. أثار القرار احتجاجات واسعة ودعوى قضائية من قبل معارضيه الذين يعتبرونه اعتداء على الحريات وتضامن الشعب الفلسطيني.


يشهد قضاء مدينة شالون سور ساون الفرنسية نزاعاً قانونياً إثر قرار رئيس البلدية حظر رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة. برر رئيس البلدية، جيل بلاتري، المنتمي سابقاً لحزب الجمهوريين، قراره بالقول إن العلم الفلسطيني "أصبح رمزاً لتجمع العصابات الإسلامية المصممة على تحدي المؤسسات الجمهورية"، مشيراً إلى ما وصفها بـ "أعمال الشغب" التي تلت مباراة كرة قدم مؤخراً.

يمنع هذا القرار، الذي أصدره رئيس بلدية شالون سور ساون - ثاني أكبر مدن بورغوندي ويبلغ عدد سكانها حوالي 45 ألف نسمة - رفع العلم في الفضاء العام بأكمله داخل البلدية، كما يحظر بيعه في الأسواق. وقد لاقى قرار رئيس البلدية دعماً فورياً من أحزاب اليمين المتطرف.

في المقابل، ندد معارضو الحظر بهذا الإجراء بشدة، ووصفوه بأنه "مناورة سياسية" تهدف إلى إحداث ضجة إعلامية واعتبروه "اعتداء على الحريات". تظاهر حوالي 200 شخص ضد القرار فور صدوره. وقد رفع مسؤولون محليون ومنظمات حقوقية دعوى قضائية مستعجلة أمام المحكمة الإدارية في ديجون، مطالبين بإلغاء القرار.

دافع المحامون عن موقفهم بالقول إن "حرية حمل العلم تندرج ضمن حرية التعبير"، وأكدوا أن العلم الفلسطيني "ليس راية للمشاغبين بل هو راية المدافعين عن شعب وعن الإنسانية". وأشاروا إلى أن القرار "يضع وصمة عار" على المؤيدين للقضية الفلسطينية، لافتين إلى أن إحدى عشرة مظاهرة مؤيدة لفلسطين نُظمت في شالون مع رفع الأعلام دون تسجيل أي مشاكل، باستثناء الليلة التي ذكرها رئيس البلدية.

رئيس البلدية جيل بلاتري معروف بقراراته المثيرة للجدل التي غالباً ما يتم إلغاؤها قضائياً. ففي الماضي، منع وجبات الطعام الخالية من لحم الخنزير في مقاصف المدارس، وحاول فرض استخدام اللغة الفرنسية في مواقع البناء، ورفض الاحتفال بزواج فرنسي تركي قبل أن تجبره العدالة على ذلك. من جانبهم، قالت ممثلة البلدية في المحكمة إن القرار يحظر فقط "الاستخدام الاستعراضي" للعلم أثناء الاضطرابات، مؤكدة أنه "يمكن التظاهر تماماً دون رفعه".

من المتوقع صدور حكم المحكمة بشأن هذه القضية في غضون 24 إلى 48 ساعة.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.