استطلاع في فرنسا: أغلبية السكان لا يرغبون بشراء سيارات كهربائية حتى لو تساوت أسعارها مع البنزين

استطلاع في فرنسا: أغلبية السكان لا يرغبون بشراء سيارات كهربائية حتى لو تساوت أسعارها مع البنزين

في كلمات قليلة

أظهر استطلاع حديث في فرنسا أن غالبية السكان مترددون في شراء سيارات كهربائية حالياً، حتى لو كانت أسعارها مماثلة لأسعار سيارات البنزين. تعود الأسباب إلى المخاوف بشأن التكلفة وعمر البطارية وحواجز ثقافية.


على الرغم من تزايد عروض السيارات الكهربائية وانخفاض أسعارها في عام 2024، لا تزال أغلبية الفرنسيين تفضل السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي (البنزين أو الديزل). هذا ما كشف عنه استطلاع رأي حديث أُجري في فرنسا.

وفقاً لنتائج الاستطلاع، صرح 13% فقط من المشاركين بأنهم سيختارون سيارة كهربائية على الفور إذا كانت بنفس سعر السيارة التقليدية. وهناك 24% آخرون قد يفكرون في ذلك، لكن بعد عدة سنوات. وهذا يعني أن 37% فقط من الفرنسيين منفتحون على فكرة شراء سيارة كهربائية على المدى القصير أو المتوسط.

يحلل الخبراء أن سعر السيارات الكهربائية المرتفع هو عائق، لكنه ليس الوحيد بشكل واضح. هناك مخاوف أخرى ثقافية ومادية تستمر. فقد أظهرت دراسات أخرى أن 58% من المشترين المحتملين قلقون بشأن التكلفة العالية لاستبدال البطارية. كما يخشى 55% من عدم اليقين بشأن حالة البطارية أو عمرها الافتراضي. بالإضافة إلى ذلك، يرى 58% من المستجيبين أن هناك فرقاً كبيراً في السعر بين السيارات الكهربائية والحرارية.

بشكل عام، يجد 60% من الفرنسيين أن عملية شراء سيارة مستعملة (من أي نوع) معقدة ومقلقة وتستغرق وقتاً طويلاً.

مع ذلك، تكشف الدراسات عن وجود اختلافات اجتماعية واضحة. نسبة الأفراد المستعدين للتحول إلى السيارات الكهربائية أعلى بشكل ملحوظ بين الشباب (47% للفئة العمرية 18-24 عاماً، 53% للفئة 25-34 عاماً)، والفئات الاجتماعية والاقتصادية الميسورة (50%)، وسكان منطقة باريس (50%). إجمالاً، وعلى الرغم من التردد، ينمو الاهتمام بالسيارات الكهربائية. فقد زادت مشاهدات إعلانات السيارات الكهربائية المستعملة بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

تصف الخبراء هذه النتائج بأنها تكشف عن «حاجز ثقافي» معين في سوق لا يزال غير ناضج تماماً. ويقارنون ذلك بتطور السلوكيات المصرفية، حيث كان الناس يفضلون النظر إلى حساباتهم عبر الكمبيوتر بدلاً من الهاتف المحمول في البداية، وهو ما يبدو غريباً اليوم. يوضحون أن التغييرات التكنولوجية تتبع نفس النمط دائماً، وتستغرق عادةً ما بين عشر إلى خمسة عشر عاماً للانتقال الكامل. كما يؤكدون أن الظروف الجغرافية ونمط الحياة (سواء في الريف أو المدينة الكبيرة) يلعبان دوراً في قرارات الشراء.

في هذا السياق، يظهر شراء السيارات الهجينة كحل وسط مقبول بين السيارات التقليدية والكهربائية. تُمثل السيارات الهجينة نسبة كبيرة من سوق السيارات المستعملة، متجاوزةً السيارات الكهربائية بالكامل.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.