
في كلمات قليلة
تنتظر فرنسا قرار وكالة ستاندارد آند بورز بشأن تصنيفها الائتماني السيادي وسط مخاوف من تخفيضه. قد يؤدي هذا التخفيض المحتمل إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي وتأثير سلبي على جاذبية السندات الفرنسية للمستثمرين.
تعيش فرنسا حالة من الترقب في انتظار قرار إحدى وكالات التصنيف الائتماني الرائدة عالمياً. فمساء الجمعة، من المتوقع أن تعلن الوكالة الأمريكية ستاندارد آند بورز (S&P) عن تقييمها للديون السيادية الفرنسية، وهو تقييم حاسم يعكس قدرة الدولة على سداد **ديونها**.
حالياً، تحتفظ فرنسا بتصنيف ائتماني من S&P عند مستوى AA- مع نظرة مستقبلية سلبية، وهو ما لا يزال يعتبر "جودة ائتمانية جيدة". لكن المحللين يحذرون من أن فرنسا أصبحت قريبة من مستوى قد يؤدي إلى **تخفيض تصنيفها**. أي هبوط إلى مستوى A+ (الذي يعتبر "جودة متوسطة") قد يكون له عواقب سلبية على **اقتصاد فرنسا**.
الأثر الرئيسي سيكون على تكلفة الاقتراض بالنسبة للحكومة الفرنسية. قد تواجه وكالة الخزانة الفرنسية (Agence France Trésor)، المسؤولة عن إصدار وبيع السندات الفرنسية، زيادة في أسعار الفائدة التي تدفعها لجذب المستثمرين. وهذا يعني أن خدمة **دين فرنسا** ستصبح أكثر تكلفة.
علاوة على ذلك، تفرض بعض المؤسسات الاستثمارية الكبرى، مثل صناديق التقاعد، قيوداً داخلية تمنعها من شراء ديون الدول التي يقل تصنيفها عن مستوى معين (غالباً أقل من AA). أي **تخفيض لتصنيف فرنسا الائتماني** قد يدفع هؤلاء المستثمرين للابتعاد، مما يزيد من صعوبة جذب التمويل اللازم.
رغم أن فرنسا لا تزال تعتبر وجهة استثمارية آمنة لدى الكثيرين، إلا أن **تخفيض التصنيف** يمكن أن يسبب "هزة صغيرة" في الأسواق المالية. وتذكر الأحداث المشابهة في يناير 2012، عندما سحبت **ستاندارد آند بورز** تصنيف AAA الأعلى من فرنسا لأول مرة، وتبعتها وكالتا **موديز وفيتش ريتنجز** بعد فترة وجيزة.
وإذا لم تشهد الموازنة العامة الفرنسية أي تحسن ملحوظ، فمن المحتمل أن تعيد وكالتا **موديز وفيتش ريتنجز** النظر في تقييماتهما خلال الأشهر المقبلة، وقد تحذوان حذو S&P. لذلك، قد يكون قرار **ستاندارد آند بورز** يوم الجمعة هو الخطوة الأولى في سلسلة من **تخفيضات التصنيف الائتماني لفرنسا**.