ارتفاع إجازات العمل بسبب التوتر النفسي بين الشباب: دراسة تكشف الأسباب

ارتفاع إجازات العمل بسبب التوتر النفسي بين الشباب: دراسة تكشف الأسباب

في كلمات قليلة

أظهرت دراسة أن ما يقرب من نصف العاملين الشباب حصلوا على إجازات مرضية في عام 2024. السبب الرئيسي لزيادة التغيب هو التوتر النفسي والإرهاق المهني الناجم عن التوقعات العالية وضغوط العمل. يجد العديد من الشباب صعوبة في التكيف مع متطلبات الحياة المهنية المبكرة.


أصبحت مشكلة التغيب عن العمل بسبب المرض أكثر انتشاراً، خاصة بين الموظفين الشباب. فوفقاً لدراسة حديثة أجريت بناءً على بيانات عام 2024، فإن ما يقرب من نصف العاملين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً حصلوا على إجازة مرضية مرة واحدة على الأقل خلال العام. هذا المعدل يتجاوز بكثير المتوسط الإجمالي لمختلف الفئات العمرية.

يعتبر الخبراء أن المشاكل النفسية هي السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في التغيب بين المهنيين الشباب. في عام 2024، كانت هذه المشاكل مسؤولة عن 22% من إجازات العمل للموظفين دون سن الثلاثين، مسجلة ارتفاعاً بمقدار 6 نقاط مئوية منذ عام 2019. ورغم أن الأمراض العادية لا تزال هي السبب الأكثر شيوعاً للتغيب (44% للشباب و40% لجميع العاملين)، إلا أن حصة العوامل النفسية تتزايد باستمرار.

تشير الدراسة إلى أن بداية المسار المهني قد تكون فترة صعبة وموترة لبعض الشباب. حيث أفاد 66% من العاملين الشباب بأن عملهم "مرهق"، مقارنة بـ 54% فقط من جميع العاملين. أكثر من نصف الشباب يعانون من الإرهاق المهني (الاحتراق الوظيفي)، وقد زادت هذه النسبة بمقدار 7 نقاط منذ عام 2020. وتعتبر التوقعات العالية في مكان العمل سبباً مهنياً رئيسياً (37% من الحالات) للإجازات المرتبطة بالمشاكل النفسية لدى الشباب.

رغم أن العمل عن بعد يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب (37% استخدموه في 2024 مقابل 23% في 2020) كوسيلة لتحقيق توازن أفضل بين الحياة الخاصة والعمل، إلا أنه يمكن أن يكون مصدراً للمشاكل بشكل متناقض. بالنسبة لـ 23% ممن شملتهم الدراسة، يسبب العمل عن بعد الشعور بالعزلة ويمكن أن يزيد من ضغط العمل. واقترح 29% من العاملين الشباب أن الشركات يمكن أن تقلل أو تعيد تنظيم عبء العمل كوسيلة لخفض معدلات التغيب.

كما أبرزت الدراسة أن الفئات الأكثر ضعفاً بين العاملين، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة (52%) والأمراض المزمنة (51%)، كانوا أكثر عرضة للحصول على إجازات مرضية في عام 2024 مقارنة بالمتوسط الإجمالي (42%). كما ينتشر التغيب عن العمل بشكل أكبر في بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية والبناء والصناعة، وكذلك في الشركات المتوسطة الحجم (من 10 إلى 49 موظفاً).

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.