
في كلمات قليلة
نقاش في فرنسا حول تشديد القوانين بعد أعمال شغب مرتبطة بكرة القدم. وزير العدل السابق ينتقد مقترح الوزير الحالي ويعتبره متسرعاً ويركز على مشاكل الميزانية والوقاية.
بعد أعمال الشغب التي اندلعت على هامش احتفالات فوز نادي باريس سان جيرمان (PSG) في نهائي دوري أبطال أوروبا، شهدت فرنسا نقاشاً حاداً حول الحاجة إلى تشديد القوانين. اقترح وزير العدل جيرالد دارمانان يوم الثلاثاء "إلغاء العقوبة مع وقف التنفيذ ووضع حد أدنى إلزامي للعقوبة بموجب القانون بمجرد الإقرار بالذنب".
لكن وزير العدل السابق ديدييه ميغو انتقد هذه المبادرة بشدة. وقال ميغو في تصريح لوسيلة إعلام فرنسية إنها "ليست الطريقة الصحيحة للتشريع أن نحاول إصدار قانون في كل مرة تحدث فيها مشكلة في بلدنا". وأضاف أن هذا النهج "يعطي الأولوية للتواصل على حساب الحلول الجذرية"، معرباً عن أسفه للتصريحات السريعة.
ويرى ميغو أن "التحليلات الباردة غالباً ما تكون أفضل من ردود الفعل الساخنة الأولى". وأكد على أهمية الوقاية والعمل الميداني، بما في ذلك الشرطة المجتمعية والشراكة المعززة بين الشرطة والقضاء. وقال: "أنا ممن يرون أنه من الغباء النادر معارضة الشرطة والقضاء، كما يفعل عدد من المسؤولين السياسيين".
وفي رده على تصريحات دارمانان بأن الأحكام القضائية الحالية "لم تعد تتناسب مع مستوى العنف" في البلاد، أعرب ميغو عن عدم موافقته. وأشار إلى أن الأحكام التي صدرت مؤخراً تضمنت أحكاماً بالسجن الفعلي. وأوضح أن القاضي، في إطار تفريد العقوبات، ينظر في ملف القضية، وأن الوزير لا يمكن أن يكون على دراية بوضع جميع المحالين إلى المحكمة. كما أكد أنه، على عكس ما يُقال، لم يكن هناك قط عدد سجناء أكبر مما هو عليه الآن.
رغم انتقاده لنهج دارمانان، أقر ميغو بأن أعمال الشغب الأخيرة "غير مقبولة على الإطلاق ولا يمكن التسامح معها، وأن الرد القانوني يجب أن يكون حاسماً".
ومن الأسباب التي ذكرها ميغو للمشاكل في النظام القضائي هو ضعف تمويله. قال: "ميزانية العدل هزيلة في بلدنا". وعبر عن عدم جديته في تقليص ميزانيات الوزارات السيادية، مشيراً إلى أن ميزانية وزارة العدل تم تخفيضها بمقدار 130 مليون يورو في بداية العام. ورأى ميغو تناقضاً قوياً بين تصريحات الوزير القوية حول الأمن وعدم قدرته على حماية ميزانية وزارته، مقترحاً أن وزير العدل قد يستقيل لهذا السبب.
وتطرق ديدييه ميغو أيضاً إلى موضوع الاستخراج المخطط له للمهَرِّب المخدرات محمد عمرة الأسبوع المقبل للاستماع إليه. أشار إلى أن القاضي سيد في قراره، لكنه يجب أن يأخذ في الاعتبار التكلفة التي قد تمثلها العملية على المجتمع، من حيث عدد قوات الأمن التي سيتم حشدها والتكلفة المالية، خاصة في سياق هروبه الأخير الذي أسفر عن وفيات وإصابات. عبر ميغو عن أمله في عدم حدوث أي حوادث، لكنه دعا إلى تجنب التحدث بسرعة كبيرة.