لبنان يعلن تفكيك أكثر من 500 موقع ومنشأة عسكرية لحزب الله جنوباً

لبنان يعلن تفكيك أكثر من 500 موقع ومنشأة عسكرية لحزب الله جنوباً

في كلمات قليلة

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الجيش اللبناني فكك أكثر من 500 موقع عسكري لحزب الله في جنوب البلاد. يأتي هذا في سياق جهود الحكومة لفرض سلطة الدولة واستعادة السيادة وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى النزاع الأخير مع إسرائيل.


أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الجيش اللبناني قام بتفكيك أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة تابع لحزب الله في جنوب البلاد، وذلك في أعقاب الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

جاء هذا الإعلان خلال كلمة متلفزة استعرض فيها حصيلة عمل حكومته بعد مرور 100 يوم على نيلها الثقة البرلمانية. أكد سلام أن الدولة اللبنانية "تواصل عملها الدؤوب لاستعادة سلطتها على كامل التراب الوطني وترسيخ احتكارها للسلاح". وأضاف أن "الجيش اللبناني يواصل خطة انتشاره، وقد قام حتى الآن بتفكيك أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة في منطقة جنوب الليطاني"، وهو النهر الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية.

يتماشى هذا التفكيك مع بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، والذي أنهى المواجهة بين إسرائيل وحزب الله. نص الاتفاق على أن تسحب القوة الموالية لإيران قواتها وتفكك بنيتها التحتية العسكرية الموجودة جنوب نهر الليطاني. من جانبها، ورغم أنها كانت مطالبة بالانسحاب أيضاً، احتفظت إسرائيل بخمسة مواقع حدودية وتواصل شن غارات جوية على الأراضي اللبنانية، مبررة ذلك باستهداف عناصر تابعة لحزب الله الذي أضعفته الحرب بشكل كبير.

وأشار رئيس الوزراء سلام إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار بشكل كامل يظل تحدياً "ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية مستمرة، وما زالت أجزاء عزيزة من أرضنا محتلة، ولم يتم إطلاق سراح أسرانا البواسل".

نواف سلام، الذي عمل سابقاً كقاضٍ في محكمة العدل الدولية ويُنظر إليه كشخصية مستقلة بعيدة عن الأوساط السياسية التقليدية، تولى رئاسة الحكومة في 13 يناير عقب انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

إلى جانب حزب الله، الذي يُعد القوة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، أعلنت السلطات اللبنانية عزمها أيضاً على نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتي غالباً ما تقع خارج السيطرة المباشرة للدولة.

وتطرق سلام في كلمته إلى عمل حكومته قائلاً إنه "لا يمكن لأي حكومة إصلاح كل شيء في 100 يوم، ولا حتى في 12 شهراً المتبقية لهذه الحكومة" قبل الانتخابات التشريعية المقررة في مايو 2026. مؤكداً أن "رؤيتنا الاقتصادية تستند إلى معالجة الأخطاء السابقة وإصلاح شامل لنظامنا المالي والمصرفي، لا إلى حلول وهمية". وأشار إلى إقرار قانون رفع السرية المصرفية، وهو مطلب رئيسي لصندوق النقد الدولي، والموافقة على مشروع قانون "إصلاح القطاع المصرفي، لإعادة هيكلة المصارف وبناء نظام مالي عصري وسليم". وتُعد هذه الإصلاحات شرطاً أساسياً يطالب به المجتمع الدولي لتقديم مليارات الدولارات من المساعدات الحيوية لدعم الاقتصاد اللبناني، الذي يعاني منذ عام 2019 من أزمة غير مسبوقة ناتجة عن سوء الإدارة والفساد المستشري في الطبقة الحاكمة.

نبذة عن المؤلف

يوري - صحفي متخصص في قضايا الأمن والدفاع في فرنسا. تتميز مواده بالتحليل العميق للوضع العسكري والسياسي والقرارات الاستراتيجية.