
في كلمات قليلة
أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن استهلاك القهوة بكميات معتدلة من قبل النساء في عمر 45-60 عامًا قد يرتبط بشيخوخة صحية أفضل بعد سن السبعين. الدراسة أوضحت وجود ارتباط وليس سببًا مباشرًا، وتؤكد على أهمية نمط الحياة الصحي بشكل عام.
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ارتباط مثير للاهتمام بين تناول القهوة بانتظام والتمتع بصحة جيدة مع التقدم في السن لدى النساء.
وفقًا لنتائج هذه الدراسة الواسعة، التي عُرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، فإن النساء اللاتي يستهلكن القهوة بانتظام في الأربعينات والخمسينات من أعمارهن، تزيد لديهن فرص العيش بصحة أفضل بعد سن السبعين.
اعتمدت الدراسة على بيانات صحية ونمط حياة لآلاف الممرضات الأمريكيات، تم تتبعهن منذ عام 1976. كانت المشاركات، اللاتي تراوحت أعمارهن بين 30 و 55 عامًا في بداية الدراسة، يجبن بانتظام على استبيانات مفصلة حول نظامهن الغذائي، نشاطهن البدني، استهلاك الكافيين، وحالتهن الصحية العامة.
ركز الباحثون بشكل خاص على تحليل كمية ونوع الكافيين المستهلك بين سن 45 و 60 عامًا. وأظهرت النتائج أن من بين النساء اللاتي بلغن 70 عامًا أو أكثر، اللاتي استهلكن حوالي 315 ملغ من الكافيين يوميًا (ما يعادل تقريبًا ثلاثة فناجين قهوة صغيرة أو فنجان ونصف كبير) بين سن 45 و 60، كن أكثر عرضة للشيخوخة الصحية.
الشيخوخة الصحية في سياق هذه الدراسة عُرِّفت بأنها غياب الأمراض المزمنة والاضطرابات الإدراكية، بالإضافة إلى التمتع بصحة عقلية وجسدية جيدة بعد سن السبعين.
لكل فنجان قهوة إضافي يتم استهلاكه يوميًا (حتى حد معين، حوالي 5 فناجين كحد أقصى)، لاحظ العلماء زيادة بنسبة تتراوح بين 2% و 5% في احتمالية الشيخوخة الصحية.
من المهم الإشارة إلى أن الشاي وحتى القهوة منزوعة الكافيين لم تظهرا نفس التأثيرات المشابهة. أما المشروبات الغازية مثل الكولا، فقد ارتبط استهلاكها اليومي بانخفاض فرص الشيخوخة الصحية بنسبة 20% إلى 26% لكل كوب.
قالت الدكتورة سارة مهدوي، إحدى الباحثات الرئيسيات في الدراسة:
تشير أبحاثنا إلى أن القهوة يمكن أن تدعم مسار شيخوخة إيجابي، مع الحفاظ على الوظائف العقلية والجسدية.
لكن العلماء يؤكدون أن هذه النتائج أولية وتوضح وجود ارتباط فقط، وليس علاقة سبب وتأثير مباشرة. الفوائد الملحوظة متواضعة وتختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل مثل الوراثة. قد لا تحصل بعض النساء على فوائد إضافية من تناول أكثر من فنجانين أو ثلاثة يوميًا، بل قد يؤدي الاستهلاك المفرط إلى اضطرابات في النوم، قلق، أو مشاكل هضمية.
ويذكّر الباحثون:
القهوة لا تحل محل التمارين البدنية أو التغذية المتوازنة أو الامتناع عن التدخين. لكن كجزء من نمط حياة صحي، يمكن أن تلعب دورًا.
هذه النتائج المشجعة تدفع الباحثين إلى التعمق أكثر في دراسة التفاعلات بين مكونات القهوة والجينات المرتبطة بالشيخوخة، بهدف فهم أفضل لمن يستفيد أكثر من هذا المشروب الشعبي ولماذا.