
في كلمات قليلة
أظهرت البيانات الاقتصادية لشهر أبريل 2025 في فرنسا تدهوراً، مع ارتفاع العجز التجاري مجدداً وتراجع الإنتاج الصناعي بعد شهرين من الانتعاش. تأثر الإنتاج الصناعي بشكل خاص بسبب الطقس الدافئ وتراجع بعض القطاعات.
شهد الاقتصاد الفرنسي في أبريل 2025 مؤشرات سلبية، حيث عاد الإنتاج الصناعي للتراجع بعد شهرين من الانتعاش، وتزايد العجز التجاري للبلاد مرة أخرى، متأثراً بشكل كبير بميزان الطاقة.
وفقاً للبيانات الصادرة يوم الجمعة، انخفض الإنتاج الصناعي في فرنسا بنسبة 1.4% في أبريل مقارنة بالشهر السابق. في الوقت نفسه، تفاقم العجز التجاري ليصل إلى 7.4 مليار يورو، مقابل 7.3 مليار يورو في مارس.
يوقف تراجع الإنتاج الصناعي سلسلة شهرين متتاليين من الارتفاع. يعود السبب الرئيسي إلى انخفاض حاد في الصناعات الاستخراجية، قطاع الطاقة، والمياه (-5.0%)، حيث تراجع إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز بنسبة 5.5%. تشير البيانات إلى أن هذا الانخفاض تأثر بدرجات الحرارة المعتدلة بشكل خاص في أبريل، الذي كان خامس أحر شهر أبريل منذ عام 1900.
سجل الإنتاج التحويلي أيضاً انخفاضاً بنسبة (-0.6%)، متأثراً بقطاعات مثل فحم الكوك وتكرير النفط (-14.0%)، وكذلك معدات النقل (-2.4%)، بما في ذلك صناعة الطيران والسفن (-3.7%). على النقيض من ذلك، تقدم قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 1.1%، وزاد تصنيع المواد الكيميائية والصيدلانية والمعدنية بشكل طفيف (+0.3%).
على صعيد التجارة الخارجية، رصدت الجمارك الفرنسية تدهوراً جديداً في رصيد المبادلات التجارية للسلع. في أبريل، تراجعت الصادرات إلى 50.4 مليار يورو (-100 مليون مقارنة بالشهر السابق)، بينما بقيت الواردات مستقرة عند 57.8 مليار يورو. النتيجة: عجز يتسع إلى 7.4 مليار يورو.
يضغط ميزان الطاقة بشدة على هذا التدهور. على الرغم من انخفاض كميات واردات الطاقة، تراجعت الصادرات بشكل أكبر، مما أثر سلباً على الرصيد الإجمالي.
منذ يناير، يستمر هذا الاتجاه: 6.1 مليار يورو عجز في يناير، 6.8 في فبراير، 7.3 في مارس، و7.4 في أبريل. على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، بلغ العجز 80.4 مليار يورو، وهو مستوى يقارب إجمالي عام 2024 (81 مليار يورو). لم تسجل فرنسا فائضاً تجارياً في السلع منذ عام 2002.
خلال الأشهر الثلاثة (فبراير-أبريل)، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.8% مقارنة بالعام السابق، وبنسبة 1.0% في قطاع الصناعات التحويلية وحده. بعض القطاعات أبلت بلاءً أفضل، مثل تصنيع معدات النقل (+2.0%) أو التكرير (+4.2%)، لكن قطاعات أخرى استمرت في التراجع، مثل الأغذية والمشروبات (-0.5%) أو السلع الإلكترونية والحاسوبية (-2.0%).
الملاحظة الإيجابية الوحيدة كانت انتعاش قطاع البناء بنسبة 0.8% في شهر أبريل، مدفوعاً بالمباني (+1.7%). لكن على أساس سنوي، لا يزال النشاط في تراجع (-1.5% خلال الفترة من فبراير إلى أبريل).
رغم البيانات السلبية الإجمالية، رحبت الحكومة الفرنسية بارتفاع نشاط البناء، واصفة إياه بإشارة مشجعة.