حزب فرنسي بارز يهاجم استطلاعات الرأي ويسعى لحظرها قبل الانتخابات

شنّ حزب "فرنسا الأبية" (La France insoumise, LFI)، وهو قوة سياسية يسارية في فرنسا، هجوماً حاداً على مؤسسات استطلاعات الرأي، داعياً إلى حظرها بشكل كامل أو تنظيمها بصرامة قبل إجراء الانتخابات. صرّح النائب أنطوان ليومون من حزب فرنسا الأبية، وهو مقرر اللجنة البرلمانية المعنية بتنظيم الانتخابات، بأن الاستطلاعات "يمكن أن ترتكب أخطاء فادحة جداً، لا تخلو من التأثير على الخيارات الانتخابية".

يقترح حزب فرنسا الأبية حظراً تاماً لنشر الاستطلاعات "قبل معرفة القائمة النهائية للمرشحين أو القوائم المتنافسة في الانتخابات". سيكون هذا قبل أسابيع قليلة من يوم الاقتراع. كما يصر الحزب على منع توقعات نتائج الجولة الثانية من الانتخابات قبل معرفة نتيجة الجولة الأولى.

وفقاً لليومون، فإن المؤسسات التي تُجري الاستطلاعات غير قادرة على تكوين "عينات تمثيلية حقيقية للسكان الفرنسيين، خاصة على المستوى السياسي". وأشار إلى أنه حتى بعد الاستماع إلى 11 مؤسسة، ثم أربعة منها وجهاً لوجه، لم يقتنع بعدم وجود تحيز. يُذكر أن حزب فرنسا الأبية، الذي لم يتمكن زعيمه جان لوك ميلانشون من تجاوز العتبة للوصول إلى الجولة الثانية في انتخابات سابقة، يتهم مؤسسات الاستطلاع منذ فترة طويلة بالتحيز ضده.

لكن ليس كل أعضاء اللجنة البرلمانية يتفقون مع هذا الموقف. رئيس اللجنة، توماس كازيناف من حزب "النهضة" (Renaissance) المؤيد للرئيس، لا يرى مؤشرات على وجود تحيز لدى خبراء الاستطلاعات، مشيراً إلى تنوعهم، المنافسة بينهم، منهجياتهم المهنية، ووجود لجنة لمراقبة الاستطلاعات.

على الرغم من الخلاف حول الاستطلاعات، اتفق النائبان على أهمية مكافحة التدخل الأجنبي في الانتخابات. أيدا تعزيز قدرات الأجهزة الحكومية المسؤولة عن التصدي للتأثيرات الخارجية، بما في ذلك Viginum، وتعزيز التعاون مع المنصات والشبكات الاجتماعية للكشف السريع عن عمليات التلاعب والحسابات المزيفة.

كما تم التطرق إلى ضرورة مواصلة دراسة "المبادرات شبه السياسية"، بما في ذلك مشروع "بيريكليس" المرتبط بملياردير محافظ متشدد. يقترح حزب فرنسا الأبية تشكيل لجنة تحقيق برلمانية جديدة للتحقيق في محاولات التدخل المالي في الانتخابات.