
في كلمات قليلة
بعد عام من حل الجمعية الوطنية الفرنسية، لا تزال فرنسا تشهد عدم استقرار سياسي وتدهوراً في جودة النقاش البرلماني، حسب تقييمات الخبراء.
مر عام بالتمام والكمال على قرار حل الجمعية الوطنية الفرنسية، وهو القرار الذي أحدث شرخاً عميقاً في فرنسا وأدخل البلاد في فترة من عدم الاستقرار الحكومي. في ذكرى هذا الحدث، يجري تقييم الوضع السياسي الحالي.
لا يزال الوضع السياسي في فرنسا معقداً، وفقاً لآراء الخبراء. يشرح أوليفييه كوستا، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) في معهد العلوم السياسية بباريس (Sciences Po)، قائلاً: "صحيح أننا كنا نمتلك جمعيات مجزأة نوعاً ما بسبب نظام الاقتراع، مع العديد من المجموعات السياسية، وكانت الحياة السياسية تتكون من تحالفات، مع الكثير من عدم الاستقرار الحكومي". ويضيف أن الوضع الحالي يشبه إلى حد كبير: "بمجرد ظهور موضوع جديد على جدول الأعمال، كانوا يتجادلون وتسقط الحكومة. نحن في وضع مشابه إلى حد ما".
بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق بشأن جودة الخطاب والنقاش داخل الجمعية الوطنية. يذكر أوليفييه كوستا أنه كان هناك سعي لتغيير نمط النواب الذين كانوا جميعاً يتخرجون من المدارس الكبرى. "الآن لدينا نواب يشبهون السكان الفرنسيين بشكل أكبر، وهذا أيضاً لا يحل المشكلة"، حسب وصف البروفيسور، مشيراً إلى أن "الكثير من النواب يأتون من أحزاب شعبوية معادية للنظام، وهم ليسوا هنا على الإطلاق للمساهمة في نقاش عالي الجودة، بل لإثارة الجدل ومعارضة الحكومة".
دليل على ذلك هو مدة المداخلات، كما يشير: "كانت 4 دقائق قبل 10 سنوات، واليوم دقيقة واحدة، لأن الشكل مصمم لوسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن يكون هناك 'صراع' وعبارات قصيرة، ونحن بالفعل نشهد تدهوراً في جودة الخطاب في الجمعية الوطنية".
تتباين ردود فعل المواطنين على هذا الوضع. يصف أحدهم قرار الحل بأنه "مجرد رهان فاشل وغير عقلاني"، بينما يقارن آخرون الوضع بالجمهوريتين الفرنسيتين الثالثة أو الرابعة اللتين شهدتا فترات اضطراب سياسي.