
في كلمات قليلة
شهدت أسواق الأسهم العالمية مكاسب كبيرة في مايو 2024. يعتقد أن هذا الأداء يعود جزئياً إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر راحة بشأن تأثير دونالد ترامب المحتمل، مما أدى إلى تراجع مخاوف الحرب التجارية والركود.
شهد شهر مايو 2024 أداءً استثنائياً لأسواق الأسهم حول العالم، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مكاسب ملحوظة. ارتفع مؤشر S&P 500 الأمريكي بأكثر من 6%، بينما قفز مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم شركات التكنولوجيا الكبرى، بما يقارب 10%. هذا الزخم الإيجابي لم يقتصر على الولايات المتحدة، بل امتد ليشمل بورصات منطقة اليورو التي تقدمت بنسبة 5.9%، وسوق الأسهم اليابانية بنسبة 5.3%.
يُرجع المحللون جزءاً من هذا التفاؤل إلى أن المستثمرين بدأوا يتفهمون بشكل أفضل "شخصية ترامب" وتأثيره المحتمل على السياسات الاقتصادية والتجارية، خاصة مع الحديث المتزايد عن إمكانية عودته إلى المشهد السياسي. بعد فترة من الخوف الشديد من اندلاع "حرب تجارية مدمرة"، يبدو أن الأسواق تتجه الآن نحو توقع نوع من "الراحة الجمركية" أو على الأقل تدابير تجارية أقل حدة مما كان متوقعاً في البداية.
عكس أداء مايو التوقعات التقليدية المرتبطة بمقولة "بع في مايو واذهب"، خاصة في السوق الأمريكي. وللمرة الأولى منذ يناير، تفوقت أسواق الأسهم العالمية في أدائها على أسواق السندات. يشير هذا التحول إلى تراجع المخاوف من حدوث ركود اقتصادي، حيث تعكس البيانات الاقتصادية الحالية درجة من المرونة والاستقرار.
بشكل عام، يعكس صعود الأسواق في مايو تكيف المستثمرين مع التغيرات المحتملة في المشهد السياسي وإعادة تقييمهم للمخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك تلك المرتبطة بشخصيات مثل دونالد ترامب. في ظل حالة عدم اليقين المستمرة، يسعى المستثمرون لإيجاد مسارات جديدة، ويعكس المزاج الحالي رؤية أكثر إيجابية للمستقبل.