
في كلمات قليلة
أعلنت الحكومة الفرنسية عن خطة حكومية جديدة تتضمن أكثر من 40 مقترحاً لتعزيز تكافؤ الفرص في الأحياء الشعبية. تركز المبادرات على دعم الأطفال والشباب، تحسين ظروف المعيشة، والتنمية الاقتصادية.
كشفت الحكومة الفرنسية عن أكثر من 40 مقترحاً جديداً بهدف تعزيز تكافؤ الفرص في ما يُعرف بـ«الأحياء الشعبية» أو «أحياء الضواحي»، وهي المناطق الحضرية التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.
جاءت هذه الإعلانات خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لشؤون المدن، وتشمل المبادرات دعم الأطفال وتمكين الشباب، وتحسين ظروف عيش السكان، وتنمية الاقتصاد المحلي.
تأتي هذه الخطوات استكمالاً لجهود سابقة، وتهدف الحكومة من خلالها إلى تعزيز الدعم المقدم للأطفال والمراهقين في الأحياء الشعبية وتحسين الرعاية النفسية لهم. وتكتسب هذه الخطة أهمية خاصة بعد نحو عامين من الاضطرابات التي شهدتها بعض هذه الأحياء.
قدم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو (ملاحظة: وفقاً للنص الأصلي، رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، مونبلييه، 6 يونيو 2025. قد يختلف التاريخ الفعلي ورئيس الوزراء الحالي حسب الوضع السياسي.) وثمانية من وزرائه تفاصيل المقترحات خلال اجتماع اللجنة الذي ركز على موضوع «الطفل في المدينة».
وأكد فرانسوا بايرو أن سياسة المدن تسعى إلى الحد من أحد أبرز وأشد مظاهر الانقسام الإقليمي، الذي يتعارض مع مبدأ التضامن الجمهوري، وهو الانقسام الذي يفصل بين الأحياء الحضرية الأكثر فقراً وبقية النسيج المحلي والوطني. وتم تحديد ثلاثة محاور رئيسية للعمل: دعم الطفولة وتمكين الشباب، وتحسين ظروف عيش السكان، وتنمية الاقتصاد، لا سيما دعم المشاريع الصغيرة.
يجدر بالذكر أن أكثر من 60% من الإجراءات المقترحة هي استمرار لبرامج قائمة أثبتت فعاليتها وحظيت بترحيب المسؤولين المحليين. وتؤكد الحكومة أن هذه النسبة تعكس الحرص على البناء على ما نجح بالفعل.
في مجال دعم الطفولة، من المقرر مضاعفة معدلات التحاق الأطفال دون سن الثالثة بالمدارس في الأحياء ذات الأولوية ضمن سياسة المدن، وذلك اعتباراً من بداية العام الدراسي 2026. وهذا يعني إنشاء 100 فصل دراسي جديد سنوياً للأطفال الصغار جداً لتعزيز التنشئة الاجتماعية المبكرة ومكافحة عدم المساواة التعليمية «من الجذور». كما سيتم إنشاء 100 دار حضانة جديدة بحلول عام 2029.
لتعزيز الدعم النفسي للشباب، الذين تتدهور صحتهم النفسية بشكل ملحوظ، سيتم توفير خدمات الدعم النفسي في الأماكن التي توجد فيها بالفعل برامج لمكافحة التسرب المدرسي، وذلك بالاعتماد على نظام «دعمي النفسي». ومع ذلك، لم يتم توضيح كيفية توفير العدد الكافي من الأخصائيين في ظل النقص الشديد في هذه المناطق.
سيتم أيضاً توسيع نطاق برامج ناجحة أخرى، مثل «مدن التعليم»، التي يبلغ عددها حالياً 250 مدينة وتغطي 600 من أصل 1600 حي ذي أولوية.
سيتم توجيه مسارات تدريب «ممتازة» لطلاب المدارس الثانوية، على غرار برامج «حبال النجاح»، وسيتمكن الشباب من الاستعداد منذ المرحلة الثانوية للمسابقات الوظيفية من الفئة A و B في الخدمة المدنية. وتؤكد مصادر حكومية السعي لتأسيس «مجموعة من الآليات الموثوقة... القابلة للتقييم، بأهداف ذات آجال محددة».
المحور الثاني الكبير هو تحسين ظروف عيش السكان، من خلال مضاعفة عدد «مندوبي التلاحم بين الشرطة والسكان» إلى ما يقرب من 500 شخص. وغالباً ما يكون هؤلاء من ضباط الشرطة أو الدرك السابقين الذين يضمنون وجوداً ميدانياً. تعتزم الحكومة أيضاً حل «جميع صعوبات صيانة الأجزاء المشتركة» في المباني السكنية الاجتماعية، مثل أعطال المصاعد، بحلول يناير 2026، من خلال حرمان بعض المؤجرين المقصرين من الإعفاء الضريبي الذي يستفيدون منه حالياً.
وصفت وزيرة المدن جولييت مياديل ذلك بأنه «مسألة كرامة»، مشيرة إلى أن 85% من المؤجرين الاجتماعيين ملتزمون، بينما 15% بحاجة إلى دعم معزز.
ومن بين الإجراءات المبتكرة، سيتم اقتراح ألف فرصة تدريب أو عمل للأطباء الشباب في الأحياء ذات الأولوية.
أخيراً، تتضمن مجموعة من الإجراءات لتعزيز التنمية الاقتصادية، لا سيما لصالح النساء، إنشاء صندوق استثمار بقيمة 60 مليون يورو في عام 2025 ومبلغ 150 مليون يورو للائتمان المصغر.
لجذب المستثمرين الخاصين وتنشيط الاقتصاد في الأحياء، ستحل الحوافز الضريبية محل آلية المناطق الحضرية الحرة للمشاريع. وأوضحت جولييت مياديل: «سنستهدف الشركات والقطاعات التي تعاني من نقص التمثيل»، معربة عن رغبتها بشكل خاص في إعادة «التجارة الحرفية ذات الجودة العالية مثل صالونات الشاي، والمكتبات، أو بائعي الخضروات» إلى الأحياء.