
في كلمات قليلة
شهدت إزالة الغابات في الأمازون البرازيلية تسارعاً كبيراً خلال الأشهر العشرة الماضية، خاصة في شهر مايو. هذا التطور يهدد التزامات البرازيل المناخية رغم تباطؤ إزالة الغابات في مناطق أخرى.
أظهرت بيانات رسمية أن وتيرة إزالة الغابات في الجزء البرازيلي من منطقة الأمازون قد تسارعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر العشرة الماضية. ووفقاً للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء (INPE)، زادت نسبة تدمير الغطاء الحرجي بنسبة 9.1% في الفترة ما بين أغسطس 2024 ومايو 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
كان شهر مايو على وجه الخصوص مقلقاً للغاية، حيث زادت إزالة الغابات بنسبة 92% مقارنة بشهر مايو من العام الماضي. تم تدمير 960 كيلومتراً مربعاً من الغابات، مما يمثل ثاني أسوأ رقم مسجل لشهر مايو على الإطلاق.
إذا استمر هذا الاتجاه السلبي حتى نهاية العام، فإنه سيتناقض مع النتائج الإيجابية التي سجلت في عام 2024 في جميع النظم البيئية الكبرى في البرازيل لأول مرة منذ ست سنوات. ومع ذلك، يبدو الوضع أكثر إيجابية في منطقتي البانتانال (منطقة رطبة واسعة) وسيرادو (السهوب البرازيلية)، حيث تباطأت وتيرة إزالة الغابات بنسبة 77% و 22% على التوالي خلال نفس الفترة الممتدة لعشرة أشهر.
لكن شبكة "مرصد المناخ" البيئية حذرت من أنه "بدون عكس هذا الاتجاه في يونيو ويوليو، قد تصل البرازيل إلى مؤتمر الأطراف COP30 (الذي تنظمه في نوفمبر في مدينة بيليم بمنطقة الأمازون) مع زيادة في تدمير" الغطاء الحرجي.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تعهد بالقضاء على إزالة الغابات غير القانونية بحلول عام 2030، يأمل أن يعطي COP30 دفعة قوية لالتزام الدول بمكافحة تغير المناخ. الغطاء النباتي ضروري لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وتدميره يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
على المستوى العالمي، وصل تدمير الغابات الاستوائية البكر العام الماضي إلى أعلى مستوى له منذ عشرين عاماً على الأقل، وذلك بسبب الحرائق التي تفاقمت بفعل تغير المناخ. وفقاً لمرصد Global Forest Watch، فقدت المناطق الاستوائية العام الماضي ما مجموعه 6.7 مليون هكتار من الغابات الأولية، وهو أعلى معدل منذ بدء جمع البيانات في عام 2002. هذا الرقم، الذي يمثل زيادة بنسبة 80% عن عام 2023، يعادل فقدان 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة.