
في كلمات قليلة
يناقش الكاتب الفرنسي الشهير فريديريك بيغبدير تأثير البرنامج التلفزيوني "Quotidien" على الأدب الفرنسي المعاصر. يسلط الضوء على مسيرة الكاتبين ليليا حسين وإدوارد لوي كأمثلة لمؤلفين برزوا من هذا البرنامج.
يتناول الكاتب والناقد الفرنسي الشهير فريديريك بيغبدير في عموده ظاهرة جديدة في المشهد الأدبي المعاصر، وهي ظهور كتاب جدد برزوا من خلال برنامج «Quotidien» التلفزيوني الذي يقدمه يان بارتيس. يرى بيغبدير أن شاشة التلفزيون هذه تحولت إلى ما يشبه «ورشة للكتابة الإبداعية»، تساهم في صقل مؤلفين متفاوتين في المستوى لكنهم يكتسبون شهرة لافتة.
من أبرز الأمثلة التي يسلط عليها بيغبدير الضوء، ليليا حسين، الصحفية الثقافية السابقة في البرنامج. لقد حققت نجاحاً ملحوظاً بنشر ثلاثة روايات ضمن المجموعة المرموقة «بلانش» عن دار Gallimard. كما حازت روايتها الأخيرة «بانوراما» على جائزة رينودو لطلاب المدارس الثانوية عام 2023. يصفها بيغبدير بأنها «التلميذة الأفضل» في مدرسة «Quotidien»: أعمالها متقنة الصنع، وإن كانت تميل قليلاً إلى السلاسة المفرطة، لكنها طموحة ومتواضعة ومثقفة. وتتولى حسين منذ عام 2024 تقديم برنامج أدبي على إذاعة France Inter.
مثال آخر للنجاح الأدبي الذي انطلق من الوسط التلفزيوني هو إدوارد لوي، المعلق السابق في «Quotidien». حققت قصته الحميمة، رواية «في المرة القادمة التي ستعض فيها الغبار»، نجاحاً هائلاً في عام 2023، حيث بيعت منها أكثر من مليون نسخة. يشيد بيغبدير بصدق نصه وبقدرة لوي على مزج فعالية عروض الستاند أب مع أسلوب محاكاة أعمال إيرفي غيبير.
وهكذا، يتحول البرنامج التلفزيوني، الذي لم يكن مرتبطاً بالأدب بشكل مباشر في البداية، إلى منصة لظهور أصوات أدبية جديدة، تنال كتبها لاحقاً تقديراً من النقاد والقراء.